كتبت-رنا الجميعي:
تتردد في الاختيار، تقف بحيرة أمام ملابسها، ماذا سترتدي، هذه قد أتعرض للمضايقات بسببها، وتلك يُمكن أن أسمع بسببها تعليقات مسيئة، تعلم في النهاية أنها مهما ارتدت سوف تتعرض للمضايقات، كون أنها أنثى هو في حد ذاته سبيلًا للبعض ليرى أن من حقه التحرش بها، ليكن ستضع ما تود أن ترتديه فقط دون التفكير بالعواقب.
''هنلبس فساتين تاني'' فكرة طرأت ببال ''مايكل نزيه'' لإبداء الرفض بتحرش الفتيات. في العام الماضي أسرت إليه صديقته ''هديل'' بضيقها أنها لا تستطيع ارتداء الفساتين كما ترغب بسبب المضايقات، لتأتيه تلك الفكرة كمحاولة لتوصيل الاعتراض للناس بالشارع عن طريق الوقفات الاحتجاجية، الفكرة جاءت كرمز للأنثى أكثر منه واقع يراد منه التحقق لكل الفتيات ''ميهمنيش البنت تلبس إيه، المهم تلبس اللي هي عاوزاه'' يقول نزيه.
أولى الوقفات كانت في شهر أغسطس الماضي، إلا أنها تزامنت مع أحداث سياسية جمة بالبلاد، لتتقلص الفكرة إلى ''البنات يصوروا نفسهم بالفساتين ويبعتوها للصفحة''، العديد أرسل مشاركاتهم، على حد قول نزيه، على صفحة ''ثورة البنات''.
أما الوقفة التي لن يُعلن عن موعدها بالوقت الحالي، خوفًا من التهديدات والمضايقات التي يُمكن أن يتعرضوا إليها، ستقع خارج دار لأوبرا ''عشان نوصل الفكرة للناس''، وهو الاختيار الذي لم يأتي بشكل عبثي، ولكن انطلاقًا من كون الأوبرا كمكان يحمل مضامين ثقافية وحضارية.
الحملة التي أديرت من قبل مايكل نزيه عكست إصراره على التعبير عن مشكلة التحرش بطرق متعددة رغم كونه ليس المجني عليه في قضية كهذه إلا أنه ''كفرد في المجتمع دا عاوز نبقى أرقى فكريًا و(مجتمع) خالي من التحرش''.
أحد المشاركات بتلك الحملة أيضًا هي سمية حسين، التي تعرضت لتهديدات تزامنًا مع الوقفة السابقة، مما منعها من النزول سابقًا، لكن في تلك المرة وضعت بعض الخطوات تحسبًا لمضايقات مثيلة، فعلى حدث الوقفة على موقع الفيسبوك ''الايفينت مش لكل الناس، لازم توصل دعوة للشخص نفسه''، مما يقلل عدد المشاركين ويجعلهم بموضع ثقة حيث أن المشاركين هم دوائر الأصدقاء المتداخلة.
حاولت سمية من قبل أن ترتدي الفساتين كما تحب، وكما كانت تحكي لها والدتها عن فترة السبعينات وما قبلها من ارتداء الفتاة ما تحب وعدم وجود من يتحرش بها، ''مرتين'' عدد المحاولات التي نزلت بها الفتاة الشارع بفستان، وهو ما عرضها لمضايقات عديدة، ولم يتركها أحد تمشي بسلام ''كنت بتزف''، لذا ترغب ''سمية'' بتوصيل فكرة حرية ارتداء الفتاة حسبما تشاء وليس من حق أحد أن يضايقها، وهو ما تحاول فعله من خلال الوقفة الاحتجاجية بالتعبير عن رأيها.