جلست مريم تتصاعد أنفاسها اللاهثة وتفكر . منذ متي وعمها يسأل عنها وهي التي استغاثت به يوم مرض والدتها ولم يسأل عنهم . لم يفعل محهودا للبحث عن شؤنهم من بعد وفاة والدها .. صارعت الحياة مع والدتها وحدها حتي تعلمت المسؤلية وتحملتها وهي بسن صغيرة . حتي الخال والخالة والعمة تخلوا عنهم لم يشغل وجودهم بالحياة اي احد منهم .. فقد جاءت أعياد ومناسبات ومرت كل فصول السنة ببردها وحرها وأمطارها الي ان جاء الربيع الزاهي ولم يسأل اي أحدا عنهما .. كانت مريم تصارع من أجل والدتها وحدها . تقف كل شهر علي ماكينة الصرافة وسط جموع البشر بجسدها النحيل . ثم تاخذ الاموال وتذهب الي السوق وحدها تحمل للبيت كل ما يستلزم من مأكولات ومشروبات . تتورم يداها الرقيقة من حمل الأشياء الثقيلة ويتحول لونها الي ازرق في صورة كدمات . هي تعلم أن لم تحضر هي كل الأشياء فلن يساعدها اي احد وستموت جوعا هي وامها المريضة المسكينة . لا أحد ابدا يسأل عنهم . تتذكر عند وفاة والدها لأول مرة تري عمها بعد سنين طويلة . حضر ليجمع الميراث. وعمتها حضرت من الدولة البعيدة لتتقاسم فوالدها كان لديه الكثير من الاموال وهي بنت ويجب مشاركتها في ميراثها ليست ولد. رأت مريم بعينيها كل الظلم من معاملة سيئة وإهانة عمتها لها يوم وفاة والدها . وتقاسموا الميراث واستباحوا مال اليتيم المحتاج بالقوة والقهر. شعرت مريم بقسوة الاهل اكثر من شدة الحياة . المال دائما يغير كل الأشياء حتي القلوب . تقاسموا الميراث وديا بعيدا عن القوانين اعطوها القليل كانت أصغر من آلان ورضيت تريد أن تعيش لا تحتاج لاحد حتي لو بالقليل لا يهم . الأهم أن لا تحتاج للأهل القاسيين والان جاء عمها اللعين يرسم عليها خطة الشرف الحقيرة ويخبرها بأنها بنت ويجب عليها أن تفعل ..وتفعل .. هي بالنهاية انسان لا تكترث لصفوف بنات او اولاد ماهذه التفرقة الرخيصة . هل يجب علي البنت فقط أن تحافظ علي نفسها . هناك رجال اكثر عهرا من النساء الرخيصات .