غياهب الأيام الجزء الاول
كتبت -مني خليل
من شرب من بير يوسف لم يظمأ ابدا . احيانا ترفعك الظلمة الي مصابيح النور . وتمر الأوقات عصيبة رغم صعوبتها ومرارتها لا نعرف كم مر من الوقت . لكنها تمر بكل مر . نتجرع اليأس مع الحيرة ونشرب حتي الارتواء حتي تنتفخ البطون وتنفجر العقول . باتت الحياة حزينة لونها اسود مغلف بلون ادكن من السواد .( مريم ) صارت مريم حزينة بعدما فقدت والدتها بسبب جلطة دماغية فجأتها. سرقت والدتها في لحظة .. احيانا نصبح ضحايا الأمراض المتوحشة الخبيثة اللعينة التي تهاجمنا وتغتصب ارواحنا رغما عننا . تبا لكل أمراض العالم سارقة الفرحه. بكت مريم كثيرا بعدما أصبحت وحيدة فوالدتها كانت كل مصدر السعادة والاطمئنان. مريم الجميلة ذات العشرون عام تواجه اليوم الحياة وحدها بعدما ودعت والدتها عند قبرها بجميع دموعها . جفت عيونها الصغيرة من كثرة الدموع . توارت بجانب سرير والدتها تشم رائحتها. ورن جرس الباب . نهضت مريم من مكانها فزعة . من سياتيها الان. تسللت مريم الي المطبخ واحضرت بيدها سكين وتوارت وراء الباب وسألت. من الطارق. فاجابها انه عمها. فتحت الباب . ليدخل العم وعلي وجهه علامات الحزن المصطنع. وسألها علي احوالها وامرها ان تلملم ملابسها لتحضر وتعيش معه . وظل يرسم الأحلام انه سوف يستأجر هذه الشقة ويستولي علي معاش والديها الكبير ولأنها بنت فيجب عليها ان تعيش معه لقطع السنة اللهب التي بأفواه البشر الملاعين . وظل ينصحها عن العار الذي سيلاحقها وكلام الناس الذي لا ينتهي . استمعت له مريم بكل أدب وانصات. ورفضت طلبه في كلمة واحدة ( لا ) تحول العم الهادئ الساكن الي وحش وشعرت انه يحاول ان ينقض عليها ابتعدت عنه وفتحت الباب علي مصرعيه وبصوت عالي قالت له ( اطلع برة ) طردت عمها واغلقت الباب في وجهه. تبا لصلة الرحم الشريرة الرأسمالية الخالية من الانسانية والحنان . تبا لكل شيء بالحياة تتحكم فيه المادة . سأظل وحيدة بين الجدران خير لي مع العيش مع من يأكل لحمي ولا يمنحني حنان . ما كل هذا الشر ياربي .. تنهدت مريم وجلست علي الاريكة المجاورة للباب. وظلت تفكر في شكل حياتها بعد أن أصبحت وحيدة بمعني الكلمة فلا صدر حنون ولا اي انسان بجانبها . نظرت للسماء من اريكتها الموجودة بجوار الباب . تدعو الله ان يقف معها