كتبت- إشراق أحمد:
يسير الخبر بين العائلتين كالنار في الهشيم، إطلاق الرصاص يدوى في المكان، ''ثأر'' وجب أخذه؛ قتلى ومصابين وذعر يسري بالنفوس مجرى الدم حصيلة الأحداث التي أعتاد عليها بعض قرى مركز دار السلام في محافظة سوهاج. مسيرة حياة يومية يهددها اشتباك مباغت كما حدث بالشهرين الماضين؛ مدارس تغلق أبوابها خشية على الأبناء داخلها، بات الأمر يتطلب التدخل مع اقتراب فترة الامتحانات، يخرج المحافظ ''محمود عتيق''، ومديرية التعليم بالمحافظة معلنين مبادرة لـ''تأمين المدارس''، يكون الأهالي طرف رئيس بها.
في مطلع مايو الجاري يتسبب تبادل إطلاق النيران بين عائلتي الحباشة وآل قورة في غلق مدرسة ''عبد الحميد رضوان'' الثانوية لمدة 4 أيام خوفًا على الطلبة، بينما لا زالت أثار ذكرى النصف الدراسي الأول لدى ''سعيد صبري'' مدرس الحاسب الألى بمدرسة ''نجوع مازن'' شرق للتعليم الأساسي بمركز دار السلام.
''كنا بنعاني أشد المعاناة'' قال ''صبري'' مطلقًا كلمات الحمد مع كل يوم يمر بخير طيلة أسبوع الامتحانات التي انتهت في الخامس عشر من مايو الجاري للمرحلة الإعدادية والأول والثاني للمرحلة الثانوية، بينما الشهادة الثانوية يُنتظر انتهاءها في مقتبل يوليو القادم.
أمين شرطة، وفردين ''غفر'' يحيطون ببوابة المدرسة، مشهد أسر نفس الملتحق بمجال التدريس منذ خمس سنوات، فطيلة السنوات الماضية لم يكن له وجود، وزاد من الأمر رؤية شخص آخر بهيئة عادية يجاورهم، فكانت إجابة سؤاله عن ذلك الشخص بأنه من ''لجنة التأمين''، ولي أمر تطوع للمشاركة، صورة أشبه بـ''اللجان الشعبية'' تصدرت مدارس المركز التي تبلغ عددها 36 على حد قول ''صبري''.
اثنين أو ثلاثة من أهالي المنطقة يتجمعون سويًا أو فرادى طوال فترة الامتحانات، يخبر ولي الأمر إدارة المدرسة بتواجده هذا اليوم، يتدخل في حالة حدوث مشكلة حال أفراد التأمين الرئيسيين.
''إشراك مجموعة من أبناء دار السلام بالتعاون مع العاملين بالتربية والتعليم في تأمين وحماية الامتحانات'' هدف المبادرة التي أعلنتها المحافظة بالتعاون مع مديرية التعليم وذلك للإبقاء على لجان الامتحانات في مكانها، ولا يضطر الطلاب إلى الامتحان في مراكز أخرى حال حدوث أي خطر الذي يتطلب نقل اللجان.
هدأت نفس مدرس الحاسب الألى الذي كان مراقبًا على امتحانات نهاية العام بمدرسة ''نقنق'' الإعدادية، فالنصف الأول من العام الدراسي ترك به ما لا يحمد عقباه، إذ كان منتدبًا بفترة الامتحانات لمدرسة ''أولاد الشيخ'' الإعدادية ''ومسكت طالب لقيت معاه مطواة''، عجز الجميع على التصرف، لم يستطع رئيس اللجنة اتخاذ إجراء، وما فعل المدرس سوى التحفظ على السلاح الأبيض، مواقف كثيرة يرى ''صبري'' أنه لابد من تواجد أفراد أمن للتدخل بها، خاصة فترة إجراء الاختبارات ''الأهالي بيبقوا عايزين ولادهم ينجحوا فساعات بيتجمهروا قدم المدرسة للضغط على المدرسين لتسهيل الغش''، وهو ما حدث بالفعل في النصف الأول من العام بمدرسة ''أبو بكر الصديق'' بقرية أولاد سالم، التي انتهت بها أيام الامتحانات بشق الانفس ''بالعافية المدرسين خرجوا آخر يوم''.
إذا تواجد لجنة تأمين في ذلك الوقت ما كان يحدث مثل تلك الأمور في نظر المدرس العشريني، فضلًا عن توافر الأخصائيين المؤهلين للتعامل مع المشاكل، فرغم تواجدهم غير أنهم لا يتدخلوا في حال حدوث مشكلة، زيادة حدة عدم الانضباط السائدة بين الطلاب على حد قول ''صبري'' تمنع ذلك، وكذلك حال المدرسين الذي لا ينكر سوؤه ''في مدرسين غير مؤهلين''.
انتهت فترة الامتحانات في مركز دار السلام باستثناء الشهادة الثانوية، يتمنى المدرس أن تمر على خير حال ما سبقها من المراحل، 65 في المئة يقيم المدرس حال التأمين الذي شارك به الأهالي، خلاف النصف الأول الذي لم يتجاوز به التأمين 10 في المئة حد قوله، ومع ذلك يطالب ''صبري'' بمزيد من الاهتمام والتأمين ''أمين شرطة واحد لما تحصل مشكلة كبيرة هيعمل إيه؟''.
مجموعة ''قلاوون''.. أول مستشفى متخصص للعيون بابه من ''كنيسة في عكا'' (صور)