كتب- مصطفي الليثي:
اكتشف كريستوفر كولومبوس - الذى تحل ذكرى وفاته بعد عدة أيام - الأمريكيتين فى عام 1492م وظل يعتقد أنه وصل الى الهند الغربية ،وظل العالم من بعده فى حيرة شديدة وبحث شاق لمعرفة السكان الاصليون لهذه البلاد هل هم الهنود الحمر الذين قابلهم البحار الإيطالي الشهير في رحلة استكشاف العالم الجديد كما كان يحب ان يطلق على اكتشافه ام سبقهم مجموعات اخرى ذات اصول مختلفة.
دراسة حديثة نشرت فى موقع جامعة '' الينوى فى اوربانا شامبيون '' اقتربت كثيرا من حل هذا اللغز الذى حير العلماء حيث تعتمد الدراسة على المعلومات الوراثية المستخرجة من أسنان فتاة مراهقة سقطت فى مجرى مائي فى جزيرة يوكاتان '' جزيرة تقع بين المكسيك وامريكا الوسطى '' قبل 12000 عام الى 13000 عام.
وقد تم العثور على رفات الفتاة جنبا إلى جنب مع تلك الوحوش القديمة المنقرضة التي سقطت أيضا في ''فخ الطبيعة التي لا مفر منها''، حسب الدراسة، التي استخدم فيها فريق البحث تقنيات الكربون المُشع والبصمات الكيميائية الموجودة على عظام الفتاة لتقدير الزمن التى كانت تعيش فيه الفتاة ثم القيام بتحليل الحمض النووي '' DNA '' من اسنان الفتاة وكذلك المادة الوراثية من الميتكوندريا - مركز توليد الطاقة من الخلية- والذى ظل موجود داخل بقايا عظام الفتاة طوال هذه المدة.
وجاءت نتائج التحاليل لتؤكد اقتراب الجينات الوراثية للفتاة بشكل كبير من جينات الهنود وهو ما يؤكد الفرضية العلمية القائلة بان السكان الاصليين للأمريكيتين جاءوا اليها من شمال شرق اسيا عبر الجسر البرى الذى كان يربط قارة اسيا بالأميركتين اثناء العصر الجليدي الاخير والذى غمرته المياه بارتفاع منسوب المحيط الهادى مما قطع الصلة البرية بين القارتين .