كتبت - يسرا سلامة:
بينما امتلأت كلية الهندسة بهتافات السياسية، كانوا هم منهمكون وراء حلمهم، لصنع سيارة مصرية موفرة للوقود، يجمعهم شغف الابتكار، يعدون الخطة ويشرعون في تنفيذهل، وينجحوا فى استخدام مادة ''كاربو فايبر'' لأول مرة في استخدام السيارات في مصر، من أجل اللحاق بالمسابقة العالمية لشركة ''شل''، بهدف اختيار أفضل السيارات ابتكارًا علي مستوي القارات الثلاث أوروبا وأفريقيا وأسيا، في فئة سيارات البنزين.
منذ قرابة العام، عكف فريق ''الهندسة'' علي العمل علي تلك السيارة الموفرة، وقف تأجيل المسابقة في العام السابق عائق أمامهم –بسبب حالة الطوارئ في ماليزيا، حتي ذهب الفريق إلى المسابقة في الفلبين هذا العام، ليكونوا أول فريق مصري يشارك في تلك المسابقة العالمية، ويحصلوا علي المركز الثامن من ضمن خمسين فريقًا، والفريق العربي الوحيد الفائز في المسابقة.
''سيارة مصر الوحيدة'' .. يقول ''يوسف إبراهيم'' أحد أعضاء فريق الهندسة أن السيارة الموفرة لا تحمل اسمًا محددًا، وإنما عرفت في المسابقة بإسم بلد مبتكريها ''مصر''، بعد أن نجح الفريق المكون من أربعين فردًا في خروج السيارة للنور، وتنجح السيارة في السير علي تراك المسابقة لمسافة 122 كيلو متر في الساعة، لتحقق بذلك وفقًا لـ''يوسف'' رقم قياسي لسيارة مصرية لأول مرة.
يقول ''يوسف'' إن السيارة تدخل المسابقة بمواصفات محددة، لتكون أشبه بسيارات السباق، ومنخفضة الارتفاع، لكنها تصلح لأن تكون سيارة عادية حين تصنيعها.
عتاب يحمله الفريق للمستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية أحمد المسلمانى، الذى قال فى وقت سابق إن طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة منشغلين بالاحتجاجات والإضرابات، وطلاب كلية الهندسة بإسرائيل صنعوا قمرين صناعيين –بحسب قوله-، يقول ''يوسف'' ''إحنا كنا بنسهر في الكلية، وما بنروحش وما بنكلش عشان المشروع يكمل، ووقت وفاة ''محمد رضا'' طالب الهندسة كنا بنكمل شغل، وبنكمل أنشطتنا، ليه مستشار الرئيس ما شفش الجانب التاني؟''.
انبهار واعجاب بمستوي الفريق شاهده من يتابع انجازات الفريق بالخارج، بحسب ما يسرد ''يوسف''، يتمني الطالب المصري أن يكون ذلك الإعجاب من الداخل، ولا يكون مقصورًا على ''صورة وسلام مع مسئول''، ليتمني أن يلاقي المشروع كمثله من مشروعات الهندسة الدعم من الدولة لتنفيذه علي أرض الواقع، ''برة مصر أي طالب بياخد حقه، لإنه بيكون في ظروف أفضل، وإحنا بنتمني نعمل مشروع كبير ننفع بيه بلدنا''.
وتختلف سيارة فريق الهندسة عن سابقتها باستخدام مواد مختلفة، أقل فى الوزن، وكفاءة أعلى في المحرك، وتوفيرًا أعلى في الطاقة المستخدمة، شارك فيها طلاب من الفرقة الثالثة والرابعة بالكلية، يقول ''يوسف'' عضو الفريق إن السيارة تعرضت لمرحلتين في المنافسة؛ الأولي لضمان أمان السيارة، والثانية للتعرف علي مواصفات ومقاييس السيارة.
برتوكول تعاون علمي بين ''بحوث البترول'' و المشروع القومي للوقود الحيوي بالسودان