كتبت- يسرا سلامة:
علي منصة مهيبة، وقف الطالب المصري ''عبد الله عاصم'' وسط أقرانه من محبي العلوم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ''انتل'' بالولايات المتحدة الامريكية متوسطًا الصورة، بابتسامة للكاميرا أمامه، صورة تذكارية لم يعلم الكثير إن خلفها قصة طويلة، لا تمت للابتسام بصلة.
''عبد الله عاصم'' .. طالب مصري من محافظة أسيوط، لم يتخط عمره السابعة عشر عامًا، أفناهم منذ الصغر في تعلم فنون الحاسب والبرمجة، بعدما تملك قلبه حب الاكتشاف، والحاجة لإضافة مزيد من الاختراعات، متخطيًا الصعاب التي تواجه أقرانه في صعيد مصر، من الامكانات القليلة بجانب الاحلام الواسعة، شجعته أسرته الصغيرة علي توفير سبل الراحة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في الرابع والعشرين من أبريل.
عشرة أيام متتالية .. قضاها ''عاصم'' سجينًا بقسم ثاني أسيوط، بعد تهم متعددة بسبب حمله لأجهزته الإلكترونية، إثر إلقاء القبض عليه من منطقة باب اللوق بالقاهرة، وقت أن كان يجمع القطع الإلكترونية الخاصة باختراعه قبيل سفره إلي الخارج، بعد ان تم اختياره ضمن ثمانية مصريين لتمثيل البلاد في المسابقة الدولية ''إنتل''.
''نظارة تساعد مرضي الشلل الرباعي على التواصل مع من حولهم'' .. نجح ''عاصم'' في التوصل إليها لتكون اختراعه في المسابقة، لتكون النظارة بديل عن الكلام، عن طريق متابعة تحريك المريضعينيه، فيظهر على شاشة الكمبيوتر الشيء الذي يريده المريض.
يقول والده لـ''مصراوي'' أن الطالب تعرض للقبض العشوائي من رجال الأمن الوطني اللذين كانوا يمشطون المنطقة، وقت تواجده في المنطقة لشراء معدات اختراعه، عرض على النيابة ثم تجديد 15 يومًا على ذمة التحقيق، كان مصير الصبي صاحب لقب أصغر مخترع مصري.
في مفارقة لا تتكرر كثيرًا، بعث وزير التربية والتعليم ''محمود أبو النصر'' بمناشدة لنظيره في الداخلية للإفراج عن ''عبد الله''، بحسب ما ذكر الطالب، وبعد ان فشل الطالب في اللحاق بلقاء الوزير بسبب القبض عليه قبل لقاء الوزير بيوم واحد، وتخلفه عن رفقاءه من الطلاب المتفوقين.
غاب ''عبد الله'' عن لقاء الوزير، وظل في محبسه يحلم بالسفر، متمنيًا ألا تفوته المسابقة التي استعد لها منذ فترة تزيد عن الخمسة أشهر، ''حالته النفسية كانت محطمة بسبب الحبس'' يقول والده إن الحبس لم يسمح له بمراجعة مشروعه وتحضيره قبل السفر، بعد ان خرج من السجن مباشرًة إلى مطار القاهرة، ومنه إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
''كان نفسه يقول للاجانب برة إن مصر فيها مطورين ومخترعين ومبدعين'' .. يقول الأب إن الطالب خرج من إخلاء السبيل، ليواجه منع من السفر في مطار القاهرة، لتنتهي الازمة بعد 24 ساعة، يلحق بها الطالب للمسابقة، وعلي الرغم ما لاقاه الطالب من حبس ومنع للسفر، يقول الأب إن إبنه لا يفكر في الهجرة أو ترك البلد، وهدفه أن يفيد أبناء بلده.