كتبت-رنا الجميعي :
تراصت الكراسي صفوف منتظرة جمهورها من الأطفال، الذي سيحوِّل الساحة الواسعة ببيت السحيمي يوم الجمعة إلى ضحك وشغب متواصل، زمرة من الأطفال تنتظر دون صبر على الباب بصحبة أهلهم، والبعض منهم يتقدم قارعين بطرقات متتالية حتى يُفتح لينطلقوا إلى الداخل مصطفين لمشاهدة الأراجوز.
قرى وبلدان مصر كانت مرتع للأراجوز متجولًا من قرية لأخرى، يترقبه الكبير والصغير، ليعطيهم البسمة والفكاهة في زمن قلّ فيه الضحك، الأراجوز هو فن شارف على الاختفاء من مصر نهائيًا، واختلف الكثير حول المعنى الأصلي للكلمة، منهم من اعتقد أنها تعني صانع الحكايات رادوها إلى أصلها الفرعوني، عكفت فرقة ''ومضة'' برئاسة ''نبيل بهجت'' والتي تأسست عام 2003على الحفاظ على هذا الفن من الاندثار.
دمية صغيرة يرتديها فنان الأراجوز بكفه ويبدأ النمرة، يختفي وراء مربع خشبي مسدل عليه ستار يخفيه عن الأعين، ليظهر فقط الأراجوز متحدثًا إلى جمهوره، المُشاركة أهم ما يفعله الأراجوز، لا يتحدث بُمفرده لكن هناك ما يُسمى بالمُلاغي، يقف الفنان المُساعد بجوار الأراجوز، ليسأله ويوضح كلماته، وحين يُغني الأراجوز مع الأطفال يقوم بالدق على الطبلة.
خلال النمرة يشارك الأطفال بنطق الأرقام باللغة الإنجليزية، كمحاولة لتعليمهم بأسلوب مبسط، يُحدّقون بالأراجوز ضاحكين على كلماته الظريفة، وأسلوبه المُسلي، ليقضوا ساعة كاملة مجانية مع الأراجوز والدمى المُصاحبة التي تقوم بضرب الأراجوز.
كانت المرة الأولى لمحمد حضور عرض الأراجوز، الذي قضى اليوم مع أسرته ببيت السحيمي، ليُشاهد البيت العربي القديم بطابقيه، جلس الفتى الصغير جوار والديه يتفرج على العرض لكنه لم يجد ما يثير ضحكه ''عاجبني بس المكان هنا''.
أما ''يوسف'' الفتى الذي لم يتعد الخمس سنين، ظل شاغله رُغم انتهاء العرض هو تلك الدمية الصغيرة المتكلمة، متسائلًا ''هو الأراجوز هينام فين؟''.