كتبت- يسرا سلامة:
ضربات قاسية، سقوط من أعلى، يصل الأمر أحيانًا إلى رصاص يواجهونه، أو نيران مشتعلة يعبرون منها، كلها تجمع أصحاب مهنة "الدوبلير" في السينما، تضعهم في دائرة المخاطرة بدلًا من البطل، بنفس ملابس الشخصية وأدائها، دون أن تظهر ملامحه، ودون حتى أن يلاحظ المشاهد الاختلاف بين الدوبلير والأصل.
لا يلقى الدوبلير في السينما ما يلقاه البطل الرئيسي من نجومية وشهرة، لكن لا يستوي سير العمل الدرامي دونه، وتكمن أهميته بنفس أهمية البطل.
"عصام الوريث" واحد منهم، عرف المجال الفني منذ عام 2007، ومعه تبدل حتى اسم المهنة من "الدوبلير" ليصبح "ستانت" أو "stunt" كمسمى لمن يقوم بالمشاهد الخطرة كما عرف في السينما الغربية، ليستعد "الوريث" عند كل فيلم لدراسة بديله، نفس الأزياء والأداء، بجانب ما يتعرض له من مخاطرة.
بدأ "الوريث" في مجال مشاهد الخطر بالمصادفة، بعد أن تمرس رياضة الجمباز، لياقته البدنية زجت به داخل مهنة السينما وفتحت له بابًا لم يكن يتوقعه، حتي اتقن المهنة علي مدار سنواته خبرته، كان بديلا لممثلين مشهورين ومغمورين، يذكر منهم "أحمد السقا وأحمد آدم وضياء الميرغني"، وآخرين.
لا تتعدى مشاهد "الوريث" بضع دقائق على شاشة السينما، تحتاج إلى تحضيرات مسبقة، يذكر "الوريث" إن الدوبلير لابد أن يكون متقنًا لفنون القتال، ولديه مهارات حركية مميزة، لا يحتاج حتى أن يكون شبيه الممثل الأساسي من حيث الملامح، كما لا يتحكم جنس البطل وفقًا لـ"الوريث" في تحديد الدوبلير، يقول "ممكن يبقي ولد دوبلير لممثلة عادي جدا"، بشرط ألا يبدو ذلك للمشاهد.
لا يعبأ "الوريث" بنسبة الخطر في مشاهده، يرى أن كل مهنة فيها نسبة خطر المهم هو شغفك لها، يستعد لمشاهده هو وفريق العمل، خطوات تأمينية يتحثثها "الوريث" لا تقل نسبتها عن 90 في المئة "التأمين كامل لكن كل حاجة بإذن الله، وأنا بسيب 10 في المئة للقدر، كل حاجة في أيد ربنا، ممكن تبقى التحضيرات كاملة وتحصل حاجات مش محسوبة".
منذ عام "2007"، عكف "الوريث" على تأسيس أول فريق لفريق "الاستانت" الخاص به، ليكون مستعدًا للمشاركة في الأفلام حين احتياج صناعها إلى بدائل لمشاهد الخطر، ليكون منذ 2010 مخرج لمشاهد الأكشن داخل الأفلام المصرية، بعد أن عشق المهنة رغم خطورتها.
يجلس "الوريث" كثيرًا وسط قاعة السينما متفرجًا على ما يقوم به من مشاهد، ومراقبًا لردود أفعال الجمهور، لا يشعر "الوريث" بأن نجومية الفنان لا يطال جزء منها، يقول "مش مهم إني اتعرف، لإن فيه متعة تانية أكبر.. إني انفذ المشهد من غير ما الجمهور يعرف إن دي خدعة، هو ده نجاحي ونجاح المشهد".
خارج شاشات السينما، يستمع "الوريث" لبعض النجوم كما يقول لممثلين ينكرون وجود دوبلير، "ما بزعلش لما ممثل يقول إنه مالوش دوبلير وهو ليه، لأن هو ده الصح، والمفترض إن الجمهور لا يعرف".
''الوريث''..وراء كل ممثل ''دوبلير'' عاشق للسينما
منوعات -
عصام الوريث