كتبت- رنا الجميعي:
خطرت ببال أحدهم الفكرة، لتصبح خط يتبعه السائرون على الدرب نفسه، ويبقى ''عصر الليمون'' منهجًا للآراء المضادة، من انتخب المعزول يومًا كحالة قدرية لا دخل له فيها سوى أن أحد رجال مبارك يتبارى أمامه، ومن نوت أن تُبطل صوتها، فوجدت نفسها تضع علامة صح أمام محمد مرسي دون أن تدري، كل ما في الأمر أنها رأت أحمد شفيق كابوس لا تريد له أن يتحقق.
الأمر يتكرر بشكل أو بآخر الآن، في الوقت الحالي هناك مرشحين رئاسيين على القائمة فقط، اختفت التعددية السابقة، لا يوجد ما يسمى بالجولة الثانية، ''عصر الليمون'' الآن أصبح واجبًا للبعض، في رأيهم أن حمدين صباحي هو مرشح الثورة القادم ليعدل كفتها قليلًا، عادلين عن فكرة المقاطعة.
تقول ''غادة محمد'' إنها اختارت رمز النسر في الانتخابات السابقة لأنه ''أحسن الوحشين''، حسب وصفها، ورأت فيه انسانًا طموحًا يحاول تحقيق حلمه ولكنها لم تتخيل بإمكانية تغييره للوضع بمصر، غير أنها قاطعت في الجولة الثانية، وفي الانتخابات الحالية ترى احتمالية مشاركتها بالعملية ضعيفة.
تغيرت رؤيتها لـ''حمدين'' الآن بعد اضطرارها سابقًا لاختياره، الفتاة العشرينية تعتقد أنه تحوّل إلى شخص ملئ بالوعود الضخمة دون خطة ورؤية واقعية ''دلوقت عاوز يلم أصوات وخلاص''.
''عصر الليمون'' كان منطق ''أحمد محمد'' في انتخاب ''محمد مرسي''، لم يجد بدًا من اختيار المرشح الذي يواجه رجل عصر مبارك، ''وقتها كنت شايف إن صوتي مؤثر في عملية انتخابية مصيرية''.
أما الآن فالأمر اختلف بالنسبة للشاب العشريني، وجد أن الأمر لا يعدو كونه ''عركة في حارة في رواية لنجيب محفوظ''، لا مجال للمقارنة بين مرشحين يعلم أنها عبثية، ويوقن فيها بفوز عبدالفتاح السيسي.
وجدت ''سلوى جمال'' نفسها في لجنة انتخابية مقررة أنها سوف تُبطل صوتها ''عشان لو فيه تزوير''، لا جدوى من اختيار بين مرسي وشفيق، ظلت تنظر إلى الورقة في سكون، لتجد أنها تخط بقلمها موافقة على انتخاب السابق، ضاقت بفكرة فوز أحمد شفيق في الانتخابات.
المقاطعة كان منهجها منذ تولي ''مرسي'' للرئاسة، وتحديدًا منذ أحداث الاتحادية، لا تلق بالًا الآن لمن سوف يفوز أو يخسر.
خلاف ذلك ما حدث مع ''مصطفى درويش''، مقاطعة في الجولة النهائية بين رجل الإخوان ورجل مبارك، لكنه في الانتخابات الحالية قرر إعطاء صوته لـ''حمدين''، رغم يقينه بفوز السيسي، ولكنه يرى أن خلق مساحة من المعارضة أمام المرشح الآخر ولو بنسبة ضئيلة، هو الأمل ''عشان ميخدش شيك على بياض من الشعب''.