كتبت - يسرا سلامة:
علي جهاز الحاسب الخاص به، تجمعت أوراق من الفواتير من حول ''أسامة سعيد''، يفكر الرجل الأربعيني صاحب الخبرة الطويلة في مجال الدعاية والإعلان في تصميم جديد، كلمات واحدة وجد الطريق إليها أعلي لوحة المفاتيح، طالما اعتادها الرجل طوال فترة عمله في صناعة صور اللافتات الانتخابية، ''نؤيد ونبايع''، ليمهرها هذا العام باسم المرشح ''عبد الفتاح السيسي''.
عشر سنوات هي طيلة عمل ''سعيد'' في مجال صناعة البوسترات الدعائية، بعد أن ولًي زمن الكتابة علي الأقمشة، وأصبحت الصناعات تعتمد كليًة علي المطبوعات البلاستيكية، المستخدمة فيها الحاسب الآلي وبرامج الفوتوشوب، بدأت رحلته في عهد التأييد والمبايعة لـ''مبارك''، وقت أن كان كل عمله للحزب الوطني، في منطقة عمله بفيصل في الجيزة، ''وقتها كان مفيش حد شغال غيرهم هما والإخوان''، يقول ''سعيد'' إن اعداد اللافتات الدعائية وقتها كان أكثر يُسرًا، فاتجاهات الناخبين معروفة، ومحصورة في لاعبين فقط ''وطني وإخوان''.
لم يختلف أمر الدعاية كثيرًا عقب الثورة كما يري سعيد''؛ بيد أن الطلبات علي صناعة البوسترات شهدت رواجًا أكثر، خاصة من التيارات الدينية؛ السلفيين والإخوان المسلمين كما يقول ''سعيد''، ليصل إلي قمة الإقبال علي البوسترات أنصار ''حازم صلاح أبو إسماعيل''، الذي لم يرشح للرئاسة، رغم انتشار الدعاية له قبل فتح باب الترشح في انتخابات الرئاسة 2012.
''المحبين'' .. الفئة الأكثر قدومًا لباب ''سعيد''، وهم لا ينتمون لأى حملة رسمية للمرشح، مهما اختلف وقت الانتخابات أو المرشح، ليذكر ''سعيد'' إن أكثر تلك الفئة تأتي من مجموعات السلفيين، يذكر ''سعيد'' احدهم أتي لا يحمل في جيبه سوي مائة جنيه، لا يتمني سوي ''بوستر'' يتقرب به لمرشحه المفضل ''حازم صلاح أبو إسماعيل''.
واختلف المرشح لكن ظل المحبين كما هم، يرتادون مكتب ''سعيد''، لم يصادف ''سعيد'' سوي محبي المرشح ''عبد الفتاح السيسي''، ''ناس بسيطة، وأغلب الطلبات من المحبين مش الحملات الرسمية''، لم تصل إليه أي طلبات للمرشح ''حمدين صباحي'' مشيرًا أن طلبات ''صباحي'' تكثر في فئة أعلي نسبيًا عن المنطقة التي يعمل بها.
لا تختلف أسعار البوسترات لدي ''سعيد'' من انتخابات إلى آخري، يقول أن أسعار اللافتات تبدأ من 40 جنيهًا وحتى 400 جنيه، أما أسعار لافتات الحائط أعلي العمارات فتصل إلى 1500 جنيه مصري.
''محمد نبيل'' مصمم لافتات آخر بمنطقة الجيزة، لم تكن لديه طلبات لـ''السيسي'' أو ''حمدين''، لكنه عمل باللافتات السياسية منذ عصر الحزب الوطني، وقت أن بدأ العمل بالمهنة، اختلف الحال لـ''نبيل'' من القماش والالوان إلى الكومبيوتر والتصاميم، لتظل الأسعار متقاربة، لكن الطلبات لديه أقل هذا الموسم.
''لافتة لـ''30 يونيو'' في منطقة الجيزة''.. هي آخر الطلبات التي نفذها بيده من أحد كارهي الإخوان في المنطقة، بحسب قوله، ليقول ''نبيل'' أـن الطلب علي اللافتات وقت ''مبارك'' كان أكثر بكثير، مشيرًا أن وقتها كان الحي يفرض علي بعض المحلات أن ترفع لافتات لتأييد مبارك، أما الآن فلا إجبار، فقل الطلب.
ويضيف ''نبيل'' أن وقت ''مبارك'' كان يعمل بعض اللافتات للمعارضين لـ''مبارك'' سرًا، من أعضاء الاشتراكيون الثوريون وقتها، بجانب اللافتات التي يطلبها أعضاء الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب، ليرتبط الأمر في النهاية بـ''أكل العيش'' من بوستر لمرشح إلى بوستر آخر.