كتبت- رنا الجميعي:
وحش ضخم متمثل في سيول مياه جاءت لكي لا تُبقي على شيء، بيوت وأسوار وسيارات لم تقف حاجزًا في وجه الطبيعة، وبرغم كون البشر دمى صغيرة تحركها السيول، ولكن يبقى دور الأيادي القوية في شد المتضررين بعيدًا عن جوع الطبيعة.
في تلك الأوقات التي اعتاد أهل نويبع وما حولها أن يعايشوها، تمر السيول لتأخذ في طريقها ما تريد ومن تريد ''اللي ميت ميت واللي حيى حي''، يقول الشيخ ''سالم عنيزان'' بنويبع، بنبرة معتادة على مجابهة هذه الظواهر.
كفريق متكامل يشد البعض من أذر الآخرين، كل عضو يعرف مهمته، البعض يُنقذ الأحياء بداخل السيارات، وآخرين يرفعون باللوادر ما تمكنوا من الشاحنات، أحجار تُرفع وقطع من الجبال تُزاح ليتمكن الناس من الخروج، يعرف من وطن على اعتياد الكوارث ماذا عليه أن يفعل.
شبكة تليفونات معطلة و طريق مغلق وسيارات عالقة تنتظر من يرفعها حتى الآن ''محدش عارف يشيلها محتاجة أدوات كبيرة''، الآثار التي تنتج عن السيول بالإضافة إلى موت وإصابة البعض ''2 ماتوا في طابا'' كما سمع الشيخ، كل ما يقدر على فعله الأهالي هو اتقاء السيل والصعود لمكان مرتفع ''جبل'' ومساعدة من يعلق فيها.
تتفاوت أعداد القتلى حسب كل رواية، في وادي ''الوتير'' يعرف الشيخ ''سليم سالم'' أن ثمانية قد ماتوا في طريق السيول ''3 من أهل المنطقة، والباقي من الوافدين''، بالإضافة إلى طريق مسدود.
لا يستأذن السيل قبل قدومه، في خلال ساعات تصبح مأساة يتداركها الأهالي قبل قدوم الشرطة، الأهالي الذين تعودوا على قدومه مبتعدين عنه قدر الإمكان، أما ''لو كان غريب فيتفاجئ بالسيل''، يأخذ بطريقه بيوتًا و''معيز وجمال''، لم تمر الشرطة أو الإسعاف بالطريق الدولي لوادي ''وتير'' لأن الطريق ''مغلق''، حسب كلام الشيخ ''سالم''.
عشش صغيرة كانت مأوى الأهالي بـ''طابا'' محاها السيل، وسيارات حملها بطريقه، ولم يجد الأهالي سوى حبال تمتد لتساعد ما بقي في السيارات، يقول ''صالح محمد''، ''ما في إمكانيات'' يعذر العامل الثلاثيني الشرطة التي قدمت المساعدة بجانب الأهالي لكن ليس بأقصى طاقاتها ''الشرطة بتساعد الناس لكن في النهاية الدولة السبب''.
لمشاهدة الفيديو…اضغط هنا