كتبت – دعاء الفولي:
له أوصاف نعتته بها السلطة، من خائن لعميل، تتحكم الدولة في أسمائه كالماريونيت، تُطلق عليه اللفظين عندما يعارض حكامها، أحيانًا تناديه بـ''الثوري'' إذا نجح في فرض رأيه على الرئيس؛ فتهلل له باعتباره أقام ثورة، له أخطاء يعلمها جيدًا، لكن لا يبررها بحال منعه من المشاركة السياسية، لقب ''المحظورة'' لحق بالحركة السياسية التي يتبعها مؤخرًا، كان اسمها فيما قبل ''6 إبريل''.
قررت محكمة الأمور المستعجلة حظر أنشطة حركة 6 إبريل والتحفظ على ممتلكاتها ومصادرتها، على إثر دعوى قضائية أقامها محامي يُدعى أشرف سعيد، طالب فيها الرئيس المؤقت ورئيس مجلس الوزراء بحظر أنشطة الحركة لتورطها بأعمال تشوه صورة مصر ولقيامها بالتخابر.
بينما تنادي الحشود بإسقاط محمد مرسي بالقرب من قصر الاتحادية، وقف حسام عبد الرؤوف، طالب الهندسة مع أصدقائه بحركة 6 إبريل، عليهم عبء تنظيم المسيرة كباقي الحركات السياسية. ثمة أمل يلوح في نفس الشاب العشريني، المصريون يرفضون الظلم في كل الصور، لا يصبرون على الحاكم إذا أخطأ، لا يألون جهد الاحتفاظ به، هكذا فكر ''قلت إن مفيش حد هيعرف يبعد الناس عن خط الثورة تاني''، الإعلام يحتفي بهم، يقولون عنهم ''شباب ثورة 30 يونيو''، الأحلام الوردية تنهار، بداية يوليو تحمل معها تغيرات في سياسة الدولة تجاههم، وكذا نبرة رواد الإعلام الذين انحنوا لثوريتهم احترامًا من قبل.
لم يتعجب ''عبد الرؤوف'' حكم حظر أنشطة الحركة ''كنا متوقعينه''، لن يتوقف وزملاؤه عن العمل حسب قوله، خوف مختلط بشك راوده عقب أيام 30 يونيو، النعومة التي تعامل بها النظام معهم غير معهودة ''اكتشفنا بعدين إن النظام كان عايز يتقرب مننا ومن الحركات السياسية عشان يبين إنه مش قمعي ويستغل مطالبنا''، تباعًا ظهرت أمارات عرفها ''عبد الرؤوف''، بدءًا من قانون التظاهر وحتى اعتقال الشباب وخاصة الطلاب.
الكلمات المتعلقة بالخيانة والعمالة اعتادها طالب معهد هندسة العاشر ''دي بنسمعها من قبل الثورة''، يرى أن الإعلام موجه بشكل عام ليخدم الأنظمة المختلفة، كلمة ''المحظورة'' التي طرقت أبواب الحركة سيواجهها الشباب بالعمل على الأرض ''قررنا نشتغل ونبين للناس إننا مش زي ما بيتقال''، يدافع عن الحركة للمهاجمين بأن النظام يشوههم لأنهم يعارضونه.
''القائمون على مؤسسات الدولة بيستغلوا الحركات الشبابية لمصالحهم''، قال الناشط السياسي ''علاء زغلول''، يعتقد أن تطور علاقتها بالحركة لم تبدأ عقب 30 يونيو، بل قبل ثورة يناير ''وقتها كانوا بيقولوا إن شباب 6 إبريل وكفاية وغيرهم عملاء''، شارك شباب الحركة في الثورة كغيرهم، مع تطور الوضع عقب ال18 يومًا بدأ الإعلام يغير من حصرها في تنظيم يشوّه صورة الوطن إلى مجموعة من الشباب أرادوا إسقاط الحاكم ''وبعد الثورة كان التعامل مع شباب الحركة والحركات السياسية عمومًا مختلف''.
أثناء حكم المجلس العسكري عادت التوصيفات مرة أخرى على حد قول ''زغلول''، كان أعضاء الحركة حينها يجاهرون بأخطاء المجلس العسكري، الذي لم يعترف باستخدام القوات المسلحة القوة ضد المتظاهرين بأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، ليختفي ذلك اللقب مع اقتراب نهاية حكم الرئيس السابق ''مرسي''، تكاتفت الجماهير حينها لإنهاء حكم الإخوان المسلمين ''ودعينا الناس للنزول عشان مرسي مكنش رئيس شرعي''، في المقابل لم ينتظر الناشط أن يكون بديل ''مرسي'' أحد أفراد المؤسسة العسكرية على حد تعبيره.
لا ينتمي ''زغلول'' الحركة، لكنه يرى أن الحظر أمرًا طبيعيًا عندما يكون القضاء مسيس، كما أن تهم التخابر وغيرها لم تثبت بشكل قاطع، وإن كان تدريب بعض شخوص الحركة بالخارج قد حدث ''بس هو ليه النظام مخدش باله غير دلوقتي إن الحركة فيها أفراد كانوا بيشتغلوا مع منظمات أجنبية، مع إن الكلام دا كان موجود من قبل الثورة''، لتصبح تلك الأخطاء كورقة ضغط تستخدمها المؤسسات في مصر وقتما تشاء.
الحظر بصورة أكبر أصبح يغلف المشهد بالنسبة للناشط العشريني، روح الحرية التي استشعرها قبيل تظاهرات 30 يونيو، انتهت بعد تلك الأيام الخوالي ''اكتشفنا إن 30 يونيو كانت ثورة مضادة للقضاء على ثورة 25 يناير الأصلية والحاجات اللي اتبقت منها زي العدالة والكرامة''، مع استمرار حال الحريات بهذا المنوال ''الناس هيكفروا بالسلمية لأنهم اتصابوا واتشردوا واتبهدلوا وقت الثورة وفي الآخر مخدوش حاجة غير قتل ومنع وسجن''.
6 ابريل: النيابة العامة في سنة مرسي أكثر فسادا من نظام مبارك