كتبت- يسرا سلامة:
مع بداية يوم جديد، تستعد "هدير طه" كغيرها من الفتيات قبيل الذهاب لعملهن، ملابس أنيقة، بعضًا من زينة الصباح، حذاء ذو كعب عالي، لتقطع الطريق في انتظار وسيلتها الوحيدة "الميكروباص"، لكنها رحلة ليست سهلة.
حكايات ومغامرات تخزنها "هدير" في ذهنها كل يوم، مواقف بين الطريف والمزعج تحدث داخل تلك السيارة البيضاء التي تقلها إلي عملها، والتي تعج بصنوف من البشر تختلف مواقفهم معها، من سكنها بمنطقة 6 أكتوبر، وحتي عملها بمصر الجديدة، بضع ساعات تري فيهم الفتاه العشرينية قصص جعلتها تشرع في مدونة تحكي فيها تلك المواقف.
"يوميات بنت ناس... فى الميكروباص" أسم اختارته الفتاة لمدونتها، بعد معانتها وسط الميكروباصات، من أيام دراستها وحتي انتقالها للعمل في مجال الاعلانات، لتشرع في المدونة الكتابة عما تراه من الركاب حينًا ومن السائقين أحينًا أخري، تستخدم في مدونتها لغة سلسة هزلية، حتي وإن كان الموقف معاناة.
بدأت هدير الكتابة منذ وقت، فكرت أن تبدأ في المدونة تحكي فيه عن المواقف، بعد أن ازدحمت تجاربها "أنا بركب كل أنواع الميكروباصات.. السوزوكي والاتوبيس والميني باص، وكمان ركبت توك توك قبل كدة"، تمر في طريقها علي كثير من الطرق المزدحمة، طريقها ينقسم بين القراءة أو الاستماع إلي الموسيقي.
سلوكيات الركاب هي أكثر ما يضايق "هدير" أثناء طريقها، مشاهدات الجالس بجانبها في الطريق واحدة من تلك المضايقات، تقول "الناس دايمًا بتحب تبص في الشنطة والموبايل وانتي بتعملي حاجة" تقول عبر مدونتها أن موبايلك أصبح ملكية عامة للشعب، ولتكتب تدوينة ليس فقط عن التجربة، ولكن كيفية تفادي ألم الطريق، مهارات فريدة كما تقول تتلخص في "التطنيش" إن أمكن.
"أجرى يا إبن أدم جرى الوحوش، يا تلحق الميكروباص يا ما تلحقهوش" سرعة اللحاق بالميكروباص، للتنوع المواقف التي تسردها، مثل أفضل الأماكن للجلوس داخل العربة، مرورًا بالهزل من الكرسي القلاب، الذي يضطر صاحبه للنزول مرات ومرات للسماح للأخرين بالمرور، تحلم "هدير" بأن تحول مدونتها إلي كتب يحمل تجاربها، وأن تصل المدونة لكثير من القراء.
ضبط 52 عنصرًا مسلحًا وتدمير 5 أنفاق بحملات عسكرية بشمال سيناء