كتبت – دعاء الفولي:
انتهت "مطحنة" تجميع توكيلات الترشح للرئاسة بمصر في انتخابات 2014، انحصرت المنافسة بين المرشح "عبد الفتاح السيسي" و"حمدين صباحي" حيث استطاعا الحصول على العدد المطلوب، بينما تواجدت على الجهة الأخرى من اهتمام الإعلام، بعض الحملات الرئاسية التي حاول أصحابها تقديم برنامج انتخابي، لكنها اختبئت وسط تركيز الوسائل الإعلامية على شخصيات بعينها، ليصبح الإعلام بذلك مصفاه للمرشحين المحتملين بدلًا من الجماهير.
"الهدف العام هو التغيير الشامل للأفضل مواطن ووطن"، تلك كانت كلمات "أحمد المختار" أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بانتخابات 2014، بدأ التفكير في الترشح عندما كان عضوًا بأحد الأحزاب أواخر عام 2012، رغم وجود الرئيس المعزول "محمد مرسي" في سدة الحكم "الناس بدأوا يقنعوني أترشح وكان فيه رؤية"، عقب انتهاء حكم "مرسي"، وضع "مختار" برنامجه القائم على عدة أشياء رئيسية، منها تغيير الدستور، أن يكون نظام الدولة رئاسي برلماني، إلغاء حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية، إنشاء وزارة للتوجيه المعنوي والإعلام والشباب، ومحاور أخرى.
"عملنا أول مؤتمر لترشحي للرئاسة 29 نوفمبر 2013"، لم يلق اهتمامًا إعلاميًا، فأقام المرشح البالغ من العمر 55 عامًا المؤتمر مرة ثانية على أمل وجود تغطية أكبر، في 4 مارس الجاري "لكن للأسف محدش ذاع إلا مواقع قليلة وبعض الجرائد رغم إن الحملة أرسلت دعوة للقنوات كلها قبل المؤتمر"، يعتقد ضابط الجيش المتقاعد أن حالة الإعلام الآن تُشبه حالة ما قبل الثورة "رجعنا لنظام مبارك تاني، الإعلام بيروج للي هو عايزه فقط".
رغم أن حملة "المختار" تحركت على الأرض على حد قوله لتوعية الناس ببرنامجه الانتخابي قبل إغلاق باب الترشح "لكن الإعلام غير محايد، مفروض يبقى الاهتمام بكل المرشحين وعرض البرامج سواء والناس تختار"، ردود أفعال المواطنين التي لا يعرف كثير منهم شيئًا عن الحملات الأخرى سببها الإعلام وتركيزه على المشير "السيسي" "انا غير معارض له وأكن له الاحترام لكنني ضد ترشحه".
يأتي المرشح السابق من خلفية عسكرية "موضوع العسكري والمدني شيء مش فارق بالنسبة لي طالما هو رجل قوي ووطني وعادل"، إلا أنه معارض لترشح المشير، لاعتقاده أن ترشحه عزز حالة الانقسام الموجودة بين أبناء الشعب "المفروض يبقى فيه رئيس غير مُختلف عليه بشكل كبير، لا ينتمي لسلطة ولا حزب ولا جماعة، ولكن لسواد عريض من الناس"، كما يرى أن الحالة الأمنية الداخلية ستكون في خطر بسبب ترشح وزير الدفاع السابق "هو مشكور لقيامه بواجبه عقب 30 يونيو رغم تحفظاتي على الآداء الأمني لكني لا أرغب في ترشحه".
رغم أن المستشار "عبد الكريم صالح"، كان أحد مرشحي الرئاسة بانتخابات 2012، إلا أنه عانى عدم حيادية الإعلام وقتها على حد تعبيره "الانتخابات اللي فاتت كنا 1296 مرشح رئاسي وأكثر من 300 حزب موجودين مكنش ظاهر على الساحة سوى 8 أو 9 وجوه فقط"، يوضح المرشح السابق أن دائرة انتخابات 2012 كانت مُغلقة على المشهورين إعلاميًا "رغم إني قابلت ناس كتيرة وقت ترشحي يصلحوا إنهم يبقوا رؤساء وعندهم برامج جيدة لكن الإعلام لم يهتم بتسليط الضوء عليهم مع سعيهم لعرض البرامج".
لم يكن الرجل الخمسيني يفضل الترشح ذلك العام لأسباب كثيرة، لكنه يرى أن حالة الانحياز في نبرة الإعلام لم تقل كثيرًا عن ذي قبل "هذا العام لا يوجد إلا عدد قليل من المرشحين وهناك شخص السيسي الذي طغى على كل مرشح آخر وله قاعدة جماهيرية واسعة وعليه اتفاق ولذلك الوضع مختلف عن ذي قبل".
قال الدكتور "محمود خليل" مدرس الصحافة، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه قبل إغلاق باب الترشح كان المرشحون يعتمدون على علاقاتهم بوسائل الإعلام ليتمكنوا من الظهور والترويج لبرنامجهم، وبالتالي كان هناك وجه أو اثنان هم الأكثر ظهورًا.
بالنسبة للقانون المنظم للانتخابات القادمة، فقد نصت إحدى مواده على التزام النوافذ الإعلامية المصرية الرسمية بتوفير مساحات متساوية للمرشحين المختلفين لعرض برامجهم، أما السواد الأعظم من القنوات فهي تتبع رجال الإعمال "أو ما نطلق عليه الإعلام الخاص، وذلك لا يمكن التحكم فيه"، وقد بدأت الوسائل منذ فترة بالترويج فعليًا للمشير "السيسي" وأعلنوا تأييدهم له.
"المشكلة الأخرى أن معظم ضيوف الإعلام في الفترة الأخيرة منتمين للمؤسسة العسكرية وهم يدعمون السيسي بشكل مباشر"، قال "خليل"، مؤكدًا أن معظمهم يتحدث عن الشخص دون برنامج يُبنى على أساسه اختيار المواطن كما يحدث بالدول الأخرى "ونجد بعضهم يؤكد أن البرنامج الانتخابي ما هو إلا حبر على ورق وهذا تصور خاطيء".
إذا كان الإعلام أحادي الاتجاه فهو لا يؤثر بشكل مطلق على المواطن، على حد قول أستاذ الصحافة "الناس منقسمه بين تيار مؤيد للسيسي، وآخر لحمدين صباحي وتيار إسلامي معارض للسيسي وثوار معترضين على الحكم العسكري"، وبالتالي لا يمكن القول إن الإعلام ينقل نبض المصريين أجمع، بل جزء فقط.
حملة صباحي: الأرقام المعلنة عن توكيلات الحملات الرئاسية غير صحيحة