كتبت - نوريهان سيف الدين:
خطوات بالشارع القديم ووقوف أمام أحد محال (الأنتيكا)، سحب بضعة مقاعد من المقهى المقابل، البدء في العزف على (جيتار أسباني)، بينما شرع الأخر في تحريك بضعة كرات) على طريقة البهلوانات، في حين أخذ آخرون بالغناء باللغات الإنجليزية والإسبانية، وهو ما جعل الشارع المفتوح للمشاة فقط من الوقوف والاستماع والتصفيق لـ(الخواجات)، واعتبارها فقرة وضعها القائمون على تنسيق ''شارع المعز'' احتفالا بليلة شم النسيم.
''سام، جو، هوجان، جوي، وارد'' خمسة شباب جاءوا من لندن ولشبونة ومدريد في رحلة سياحية لمصر تستغرق اسبوعا، إلا أنهم استغلوا قدوم أعياد الربيع واحتفال المواطنين بها لتقديم عروضهم المفتوحة في الشوارع (مقابل تصفيق وصورة وبسمة الحضور)، وعزمهم أن تكون كل نزهة لهم ترافقها فقرة مثيلة لتسلية الناس، وذلك خلال برنامج رحلتهم بمصر الدائم الأسبوع قادم.
''وارد كلايس'' الإسباني الجنسية، ممثل مسرحي هاوٍ، تخصص في أداء دور ''البهلوان''، وهو ما أكسبه حرفة في ألعاب صغيرة ومسلية مثل تحريك الكوّر وبعض الألعاب السحرية البسيطة، بدا عليه أنه قائد مجموعة الشباب، فهي ليست المرة الأولى له التي تطأ فيها قدماه أرض القاهرة، فسبق له وأن زارها مرتين من قبل، وفي الثالثة؛ كان ''وارد'' هو المرشد لبقية رفاقه، مصطحبا معه ''شريف'' المصري المتحدث الجيد للإنجليزية، ليكون بمثابة (ترجمان) بينه وبين الحضور.
''السلام الوطني الإنجليزي'' مع تغيير الإيقاع ليتلاءم عزفه على أوتار الجيتار الاسباني، كانت تلك مهمة ''سام''، هو لا يجيد سوى اللعب على جيتاره القديم، لكنه نال استحسان المارة، خاصة بترحيبه لالتقاط الصور مع الأطفال الصغار، وترديده بعض الكلمات العربية مثل (أهلا وسهلا- سلام).
جمع قليل اجتمع حول (الخواجات المغنيين)، اجتذبتهم كورة ''كلايس'' ليعتقدوها فقرة ''الساحر''، وحين شرع الآخرون في تكوين جوقة صغيرة للغناء، هم الشباب الحضور للنزهة بالشارع بالتقاط كاميراتهم الشخصية وتصوير الفقرة التي دامت خمس دقائق فقط، بعدها ينفض الحضور بقيام الفتيان الخمسة، ليمضوا باتجاه بوابة الفتوح حيث محل إقامتهم بالقاهرة.
غرق شاب بالمنوفية في الساعات الأولى من الاحتفال بـ''شم النسيم''