القاهرة- (أ ش أ):
أكدت الأثرية، وهيبة صالح، أن الاحتفال بيوم شم النسيم هو جزء من الهوية المصرية الأصيلة باعتباره اليوم الذي يتوحد فيه المصريون بكافة طوائفهم منذ أكثر من 4500 عام، مشيرة إلى أن المصريين على مر العصور والظروف المختلفة التي مرت بهم حافظوا على ممارسة طقوسه وعاداته المميزة من تناول البيض والفسيخ والبصل والخس والخروج في الهواء الطلق والنيل.
وقالت صالح - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - إن المصريين القدماء حددوا هذا اليوم مع بداية الانقلاب الربيعي حيث يتساوى طول النهار مع الليل، كما أنه مرتبط بالخصوبة وتفتح النباتات، وأطلقوا عليه عيد ''شمو'' وتحور إلى ''شم'' فيما تعود كلمة ''النسيم'' لنسيم الربيع.
وأضافت أن المصريين القدماء كانوا حريصين يوم شم النسيم على كتابة أدعيتهم وأمنياتهم التي يتمنوا من الإله تحقيقها على سلال البيض الملون ثم يضعوا تلك السلال على الأشجار لتستقبل شروق الشمس وتصل دعواتهم سريعا للسماء، ثم يخرجوا مبكرين هذا اليوم لاستقبال شروق الشمس حاملين طعامهم وشرابهم ومرتدين ملابسهم الجديدة متزينين بباقات الزهور، ويحمل أطفالهم سعف النخيل المزين والملون.
وأشارت إلى أنه نتيجة لأن علاقة المصري القديم بنهر النيل كانت مقدسة واعتقاده بأن النيل ينبع من الجنة، فكانت القوارب المزينة والمزدحمة بالمصريين في هذا اليوم يحتضنها نهر النيل، لافتة إلى أن شم النسيم كان له علاقة بالخلق عند المصريين القدماء لذلك جمعوا في طقوسه كل ما له علاقة بالخصوبة مثل البيض، الفسيخ، البصل، الخس ونهر النيل.
وأوضحت أن المصريين على مر السنين حافظوا على كل طقوس وعادات الاحتفال بشم النسيم ومنها تناول البيض وتلوينه حيث كان يرمز قديما إلى خلق الحياه كما جاء في كتاب الموتى وأناشيد اخناتون وصور الإله وهو يخلق الكون على شكل بيضة، كما أن تناول السمك المملح ارتبط بنفس التقديس فالنيل هو الذي منح أرض مصر الحياة واعتبروه ينبع من الجنة، والسمك يمثل النيل .. مؤكدة أن المصريين القدماء برعوا في تخزينه طوال العام فقاموا بتمليحه وتجفيفه وكانوا يرون أن تناوله في هذا التوقيت وقاية من أمراض ''حمى الربيع''.
وتابعت أن الخس كان رمزا للخصوبة ويعلن عن قدومه مع فصل الربيع ويرتبط بإله وكان يزرع في مدينة قفط واخميم، ويصدر للقطر المصري، ويصنع منه زيت الخس الذي يزيد حيوية الجسم وينظم عملية الهضم وهو الأمر الذي أكدته الأبحاث العلمية الحديثة، أما البصل فكان نباتا يقدره المصريون القدماء لاعتقادهم أنه يطرد الأرواح الشريرة من منازلهم فاعتادوا أن يعلقوا حزم البصل على أبوابهم وجدران منازلهم.