كتبت- رنا الجميعي:
يشفهم الوجد إلى زيارة القدس، لرؤية الطرقات التي عاش بها المسيح، وفي كنيسة القيامة حيث يسكُن، تحت صخرة الصلب كما يقال كان قبره، وتختال أمانيّ المسيحيين بلمس موضع "عيسى" لأخذ البركة والدعاء، لكن الهوى الذي يشغل عقولهم يصطدم بواقع رفض الكنيسة لسفر الحجاج إلى إسرائيل حيث مبدأ التطبيع مرفوض.
إلا أن البعض لم يستطع تحمل البعد كثيرًا، لم يقدروا على قضاء سنوات عمرهم دون رؤية القدس، فسافروا رغم اعتراض الكنيسة لإسرائيل، والبعض الآخر بقوا بأحلامهم وتمنياتهم ليُسافروا يومًا دون الاعتبارات الشائكة.
"احنا جيل 67 و73" .. نشأت "نادية حليم" على كره العدو الذي حارب يومًا مصر في 1967 ونشر ثقافة الهزيمة، وترسخ لدى السيدة الستينية بغض المُحتل "فيه ناس ماتت بسبب إسرائيل".
حتى الآن لم تنس "نادية" مرارة الهزيمة، ولكنها تُقدر سفر كبار السن إلى هناك متمنين رؤية قبر المسيح قبل انقضاء العمر "رغم إني أنا كمان كبيرة".
تقول ضاحكة، وتعرف أن قضية السفر بالنسبة للمسيحيين بين شوقهم للحج ورفض التطبيع "بين نارين"، بالإضافة إلى رفض الكنيسة السفر إلى الأراضي المقدسة تماشيًا مع النسق الذي قرره بابا الإسكندرية – تواضروس الثاني- والبابا شنودة من قبله.
يتغلب عند البعض اشتياقهم لزيارة القُدس غاضين الطرف عن التطبيع مع العدو بالسفر إلى هناك، السفر إلى فلسطين بحسب شركات السياحة يُتاح فيه خيارين أحدهما "الطيارة أو الأتوبيس".
وتعد سوء الأحوال السياسية وغلق سيناء في وجه المُسافرين إلى الأردن بالأتوبيس، ليعبروا إلى الأراضي المُقدسة دونما المرور بإسرائيل عائقًا للاعتبارات الأمنية، يظل خيار الانتقال بالطائرة رأسًا إلى تل أبيب هو المُتاح لدى المُسافرين "عشان كدا مسافرتش".
بلد الأعداء هو المصطلح الذي تُطلقه "نادية" على إسرائيل، مُدركة أنه لا يُجدي التغاضي عن المبادئ والقيم التي تربت عليها للاعتبارات الدينية.