كتبت- رنا الجميعي :
ينكبوا على دفاترهم، يسجلوا كل ما ينطق به محاضرهم عن القراءة، أتوا ليتعلموا، يكتسبوا خبرات، ويجدوا مفاتيح للأزمات التي تواجههم في القراءة، هي مبادرة قامت بها حملة ''ثقافة للحياة'' التي يترأسها ''باسم الجنوبي'' بالتعاون مع ''ماذا تقرأ هذه الأيام'' جروب على موقع الفيس بوك، وذلك للاحتفال باليوم العالمي للكتاب، الموافق 23 من الشهر الجاري.
بدأت المُبادرة بمحافظة المنوفية في مارس الماضي، كمرحلة أولى في إطار ورشة ''معارف ومهارات متعلقة بالقراءة'' يقول ''الجنوبي''، وينوي تنظيم تلك الورشة بخمس محافظات من ضمنها الإسكندرية وبني سويف مبدئيًا، على أن يكون هذا العام ملئ بالمبادرات تتحرك في جميع المحافظات.
تركت ''آية محمد'' محاضراتها بكلية التجارة ''اختفيت يومين الورشة''، تقول ضاحكة، لتتواجد بالمحاضرة الممتدة على مدار أربع ساعات، راغبة في حضور مناقشات عن القراءة، ومحددة سبب تواجدها الشديد هو معرفة كيفية ''القراءة السريعة''.
قُسمت الورشة ليومين مكتفية في اليوم الأول بأسباب البعد عن القراءة، واقع القراءة في مصر والعالم، وكيفية التحفيز على القراءة، أما محور القراءة السريعة فكان باليوم التالي، حيث وضّح ''الجنوبي'' تكتيكات القراءة السريعة فيها.
وتنقسم المبادرة إلى قسمين أحدهما هو جولات عديدة بالمحافظات والآخر يأتي على شكل مسابقة باسم ''استرجل واقرأ'' لتحفيز الشباب على قراءة عشرة كتب في الشهر الجاري ''عشان القراءة تبقى عادة عند الشباب''.
نبعت فكرة ''قارئ مصري'' من اعتقاد ''الجنوبي'' بأن الحملات التي تعتمدها الدولة لم تعد بالفائدة على المواطنين، ويُعطي مثال بحملات القراءة للجميع في عهد المخلوع ''الحملات دي كأنها كانت بتقول للناس اعمل الصح''، دونما أية أساليب فعلية للتوعية الحقيقية، حسب رأي ''الجنوبي''.
ثاني الجولات كانت بالقاهرة، في معهد جوتة (التحرير لاونج)، يحاضر بها ''الجنوبي'' ليعرض على مدار يومين متتاليين محاور تتضمن مشاكل القراءة.
لم تكتفِ الورشة بالجزء النظري فقط، ولكن قدم ''الجنوبي'' بجزء تفاعلي مع الحضور ليكتسبوا كيفية القراءة السريعة، قام بتوزيع كتب على القراء، حدد الوقت اللازم للقراءة بالعين فقط وبطريقة سريعة، أُنهك الحضور في محاولة التنافس للقراءة السريعة، فالمطلوب هو أكثر من مائتين كلمة في الدقيقة الواحدة.
''انت الوزير'' الجزء التفاعلي الآخر الذي اعتمده ''الجنوبي'' في ورشته ليقوم الشباب بإعطاء أفكار ''خارج الصندوق'' عما سيفعله إذا أصبح وزيرًا للثقافة، آتت الفكرة نتائجها الجيدة من الشباب الحاضرين ليقوموا بربط القراءة بالمتعة من خلال ''قراية كتب تتبعها مسابقات رياضية''، وإقامة ما أسماه ''الجنوبي'' ''سينما الكتاب'' لمشاهدة فيلم يقترن بكتاب معين.
''من حرم الأصول .. مُنع الوصول''
كان هذا هو الأسلوب الذي انتهجه ''الجنوبي'' في الورشة، ففي الجزئية الخاصة ب''كيف تختار كتابك المُناسب'' نصح المُحاضر تلامذته بالعودة للمراجع الرئيسية وليس الكتب الفرعية، التي تهتم بالقشور فقط، كيف يحدث ذلك؟ من خلال قراءة الكتاب الذي يُهمك يمكنك الرجوع إلى الفهرس والمراجع المضافة إلى حواشي الكتاب، والتي تعطي للقارئ قائمة لا بأس بها من ''الأصول''.
''سد الفراغ'' هو الهدف الأساسي الذي أتى من أجله ''محمد عبد الصمد''
المبادرة، لكنه لم يكن السبب الوحيد، فعبد الصمد أراد معرفة إرشادات يُمكنها أن تعينه في الكتابة ''أنا بكتب شعر وروايات''، وما يواجه طالب هندسة من سقطات أثناء قراءة الروايات ''زي رواية الجزار لحسن الجندي، لقيت فيها ثغرات تاريخية''، لذا رغب في عدم الوقوع في مثل هذه الثغرات خلال محاولته لكتابة رواية ''عشان مكنش بفتي''.