كتبت- نوريهان سيف الدين:
كغيره من شوارع العاصمة المزدحمة وضواحيها، امتدت على جانبي شارع ''ترعة السيسي''، أكثر من 30 عمارة سكنية أجمع سكان الشارع أن أغلبها ''تعديات ومخالفات''، عمائر شاهقة ترتفع لأكثر من تسعة أدوار، أعلنت جميعها البحث عن سكان لوحداتها بأسعار مخفضة، إلا أن أكرم (فطاطري) قال: ''العماير دي طلعت في الـ3 سنين الأخيرة وكلها وضع يد، حتى الكهربا متاخدة من العمومي''.
العاملون مع ''أكرم'' بالمحل قالوا إن البناء على امتداد الشارع الموازي للكوبري الدائري لم يكن مسموحًا به حتى وقت قريب، والسبب يرجع لوجود أحد الفنادق السياحية الكبرى المجاورة للمكان، مضيفين ''كانت الزراعات حول الفندق لحد ما حصلت مشكلة والفندق قفل والثورة قامت، بعدها الدنيا سبهللة''.
الشارع الممتد من ''كرداسة وأبو رواش'' وحتى ''شبرامنت وسقارة''، منتصفه فيلا صغيرة تحفها أشجار، يقترب منها ''رائد عباس السيسي'' الحفيد الأصغر لـ''عبد الموجود السيسي- العمدة القديم''، قبل أن تلغى العمودية في عموم المنطقة، يحفظ أبناء الشارع جميعهم عن ظهر قلب، ويعرفونه تمام المعرفة، فـ''دوار السيسي'' لايزال قائمًا حتى الآن رغم مرور أكثر من 300 سنة على إنشاءه في المنطقة، وهو الحفيد المتمسك بالسكن في نفس مكان إقامه جده النازح من الجزيرة العربية قديمًا، والمستوطن قرب أهرامات مصر.
عمله في مجال ''الكمبيوتر والبرمجيات'' لم يفصله عن واقع منطقته السياحية. قال السيسي: ''المنطقة هنا وجنبنا نزلة السمان والبطران أساسًا قايمة على السياحة، دلوقت السياحة مضروبة والحال نام، إحنا بأه سايبين الدنيا كلها والحال النايم وماسكين في إخوان وسيسي ومرسي، نشوف أكل عيشنا الأول وبعدها نتكلم''.
تأخذ السياسة مجراها داخل طيات حديثه فيقول: ''مفيش حد جه هنا وطلب مؤتمرات أو مقرات حملات انتخابية، دا حتى تمرد مانزلتش هنا ترعة السيسي''، ليقول بعدها: ''أي منطقة سياحية بتحركها ميول الكسب والخسارة مش الميول السياسية، دي ناس عاوزة تشتغل مش تتقسم أحزاب''.
على الرصيف المقابل، وقف ''مجدي عباس'' تعاونه زوجته في صنع طلبات الكباب والكفتة، بمحله الصغير، الذي ترجع ملكيته لوالده منذ أكثر من 30 عامًا، إلَّا أنه ''مرخص وضرايب وكل حاجة 100\100''، حسب وصف مجدي، نافيًا شبهة التعدي على الأراضي أو سرقة الكهرباء ''ده محل أكل عيش''.
مجدي الذي يسكن قبل سنوات بـ''شارع السيسي'' وصف حاله بكلمات ''الشارع دا لحد 15 سنة فاتت كان زراعات كله وترعة بس اتردمت والناس بدأت تبني بيوت صغيرة''، وأضاف أن الشارع التابع لحي الهرم كغيره من شوارع مصر يعاني أزمات الكهرباء والقمامة والتوك توك.
حوار صغير ساخر تجاذبه مجدي والزوجة وصديقه ''عبوده عصام- معماري'' حول اسم الشارع ''السيسي''، وكيف أن العنوان المدون في بطاقات الرقم القومي قد يجذب الأنظار إليهم، فقال ''عبوده'': ''ياريتهم يهتموا باسم الشارع ويعملوا فيه أي نفحة''، بينما رد مجدي: ''إحنا لو نزلنا ملاك من السما مش هيعمل حاجة طول ماحنا بنبلطج مابنشتغلش''.
''بنسمع عن الإخوان لكن مابنشوفهومش هنا في الشارع''، قالتها الزوجة المنهمكة داخل المحل في تحضير الطلبات، وأعقبتها بـ''يعني أقرب حاجة لنا كرداسة بس مفيش مظاهرات بتيجي، وحتى لما بتيجي بيكون آخرها ناس ترفع رابعة وناس تغني تسلم الأيادي، لكن مفيش ضرب نار زي ما بيطلع في التلفزيون في حتت تانية''.
خطوات قليلة تفصل محل ''مجدي'' عن رصيف صغير مقابل لدكان جزارة عم ''نادي الصغير''، عيون كالصقر ترقب رواد الشارع في صمت، جلس إلى جواره ابنه ''أيمن'' الذي يقول ''أزمة الشارع هنا البلطجية''، وهي الأزمة التي جعلته يفكر في التقدم بطلب للحي والداخلية بجمع الشباب الصغيرة العاطلة عن العمل، وتوظيفهم كـ''عساكر درك'' لحماية المنشآت والأرواح، طالما أن طلبهم السابق بوضع دورية في الشارع قوبل بالرفض، بعد ان تعرضت المحال للسرقات المتكررة.
''الزبالة حكايتها حكاية''، وهي التي قصها ''عم نادي'' قائلا: ''الكهربا بتقطع
3 أو 4 ساعات في اليوم وفاتورة الكهربا زيما هي، ومضاف إليها رسوم تحصيل الزبالة، والشارع أهو يغم النفس''.
10 مطالبات للرئيس عدلي منصور خلال كلمته بالقمة العربية في الكويت