كتبت- رنا الجميعي:
تعود الأيام لسابق عهدها، يستدعي الطلبة لـ''صورة حشد'' من كلمات أغنية ''مصر ياما يا بهية'' للشيخ إمام، آملين أن يتغير وضع يُرجعهم لسنوات ما قبل الثورة، عودة الحرس الجامعي هو الخطر الذي يراه الطلاب على وشك الحدوث بعد قرار طردهم عام 2010 من محكمة القضاء الإداري.
الآن يعود الحديث مجددًا لعودة الحرس بعد قرار مجلس عمداء جامعة القاهرة عقب أحداث الأربعاء الماضي ''المفروض اللي ياخد القرار دا رئيس الجامعة''، يقول ''محمد سعد'' عضو اتحاد سياسة واقتصاد، لذا ما كان على اتحادات كليات؛ سياسة واقتصاد، طب القصر العيني، هندسة، صيدلة، وحاسبات ومعلومات، أن يُعلنوا عن مؤتمر رافضين فيه عودتهم مرة أخرى في مؤسسة حرية الفكر والتعبير، اليوم الثلاثاء.
''أمن الجامعة برة الجامعة'' ... كان ينطلق هذا الهتاف مدويًا في سماء جامعة القاهرة قبل ثورة 25 يناير، ثلاث سنوات انقضت على آخر مرة ارتفعت بها الحناجر صارخة بهذا الهتاف، لكن الوضع الحالي يؤشر لعودته مرة أخرى ''وقفات يوم الحد الجاي''، يقول ''حسام مصطفى'' نائب رئيس اتحاد هندسة القاهرة.
منشورات، مظاهرات، ومعارض صور تُظهر للطلبة عنف التعامل الأمني من خلال احصائيات للاشتباكات، تلك كانت الأساليب التي سيقوم بها اتحادات الكليات مُجتمعين ''هنعمل حملة توعية لمخاطر قرار العودة يوم الأربع والخميس للطلبة'' يقول ''سعد''، ويوم الأحد القادم يقوم وفد من اتحادات الطلبة لإعلان رفضهم لرئيس الجامعة، دكتور جابر نصار، مقترحين حلولًا بديلة لعودتهم ''بوابات إليكترونية، ودورة تدريبية للأمن الإداري'' يقول ''مصطفى''.
يتأزم الوضع دومًا حينما يتدخل الأمن، كان هذا رأي ''سعد''، الرافض لعودتهم مرة أخرى، معدًا تعاملهم مع الأحداث بخارج الجامعة أزمة ''ما بالك لما يبقوا جوة الجامعة''، قبل تدخل الأمن مع بداية العام الدراسي، كانت الاحتجاجات تمر بسلام ولكن مع تدخلهم القوي غالبًا ما انتهت الأحداث بشكل مأساوي وهو حدوث اعتقالات بكثرة ''وناس اعتقلت مالهاش ذنب''.
منظومة الأمن الإداري داخل الجامعة بدت ضعيفة في مواجهة الأحداث المتتالية، عن ذي قبل ''يمكن قبل كدا مكنش فيه أزمات''، لكن مع تعدد الأزمات ظهرت ''كمنظومة عاجزة''، تقوية المنظومة كان على مائدة إدارة الجامعة سابقًا لتقويتهم وتم تشكيل لجنة أمنية، ليقدم خلالها عمداء الكليات اقتراحات ''لكن متمش تنفيذ أي اقتراحات''، ''إدارة الجامعة تتحمل الوزر الأكبر'' يقول ''سعد''.
قبل عام 2010 استوطن الأمن التابع للداخلية حرم الجامعة، ليس لحماية الحرم ولكن للتدخل بشكل سافر في سير العملية الدراسية، تمثل التدخل من خلال ''تحقيقات مع الطلبة'' يحكي ''أحمد ممدوح'' عضو باتحاد طب القصر العيني وعضو جبهة الثوار، هناك فرد أمن دولة مختص بكل كلية على حدة ليقوم بعمل ''فحص أمني'' للطلبة ويتم التحقيق مع من يشاء ''لو كان مشاغب سياسيًا''.
انتخابات اتحاد الطلبة كانت مُجرد صورة شكلية تقوم بها الكلية، جزء من طلبة الجامعة كان يتحول ل''عصافير للأمن'' مقابل منح الأمن جميع المعلومات والتقارير المطلوبة منهم، تُمنع الأنشطة التى يراها الأمن غير مرغوب فيها، ويروي ''ممدوح'' واقعة شهيرة حدثت في حفل تكريم علوم القاهرة عام 2008 ''18 طالب اتمنعوا من دخول الجامعة''.
نَادى أعضاء هيئة التدريس وخاصة ''حركة 9مارس'' بطرد الأمن الجامعي، لكن كان هذا في عهد ما قبل الثورة أما الآن فيقول ''ممدوح'' ''حسام عيسى من ضمن حركة 9 مارس ووقت توليه كان بيبرر طول الوقت لوزير الداخلية''، أما الآن فلا يقف بجانب الطلبة سوى بعض الأساتذة ''المستقلين''.
خلت الجامعة بعد قرار القضاء الإداري في 2010 من تدخل الأمن السافر ''ماعدا الطلبة العصافير''، ولكن تحوّل الأمر مجددًا لما كان عليه بعد 30 يونيو ''حتى الموظفين بيراقبوا كلام الطلبة''، وتم التحقيق مع الطلبة من جديد بالتهم المتعارف عليها مسبقًا.
يزيد على الوضع القديم المتجدد الآن للطلبة ''شعورنا بعدم التأمين''، ويشعر ''ممدوح'' بتواطؤ الجامعة مع الأمن ضد الطلبة، مضافًا عليها تخلي الأمن الإداري عن أماكنه داخل الجامعة ما إن يتأزم الوضع ''وأحيانًا بيشتبك مع الطلبة''.