كتبت-إشراق أحمد:
على جدران معهد أزهري يتقدم شابان لكتابة اسميهما، يرفقا ذلك برسم على شكل علامة النازية الخاصة بـ''هتلر''، ينهرهما أحد الشيوخ، ثوان ويتحول الأمر إلى مشادة ومنه إلى اشتباك تحت وصف ''فتنة''؛ والنتيجة مقتل 7 أشخاص وإصابة ما يقرب من 21 آخرين فيما عُرف بأحداث الخصوص 6 إبريل2013، كلمات تُلفظ تختلف أغراضها لكن تظل النتيجة تشيع شخص ليواري الثرى، كلمة ''إشاعة'' غير معلومة المصدر، وأخرى نجمت عن غضب تبادل طرفاه مشادة كلامية، وثالثة تتهجاها عيون المارة على جدار لا تلبث أن تسيء للنفوس حتى تصل لحد إراقة الدماء جرائها.
''أسوان'' الشاهد الأخير وفقا للرواية الأكثر شيوعًا على تسبب كلمة في اشعال اشتباك بين أبناء قبيلتي ''الهلايل والنوبيين''؛ يتحدث الجمع في الثاني من إبريل الجاري عن اشتباك بين طلاب مدرسة ''محمد صالح حرب'' الثانوية الصناعية، يتطور الأمر إلى أبناء القبيلة التي ينتموا إليها، يتدخل كبار القبيلتين للصلح بعد تفاقم الأمر، تفشل المحاولة بعودة الاشتباك بعد يومين من اشتعال الحدث، ويسقط أول قتيل في الرابع من إبريل الجاري، 23 قتلى وعشرات المصابين، وأما العلة ''عبارات مسيئة خُطت على جدار المدرسة مسيئة لأبناء القبيلتين''.
وعلى الرغم من إعلان ''عدلي لبيب'' وزير التنمية المحلية في سبتمبر 2013 عن مشروع قانون لمنع الكتابة على الجدران، بحيث يواجه مَن يلقى ذلك عقوبة الحبس لمدة 4 سنوات وتغريمه 100 ألف جنيهن غير أنه لم يفعل ولاقى هجومًا لاعتباره مانعًا للرسوم والكتابات بشكل عام وليس المسيء منها فقط.
مدرسة ''عمر بن الخطاب'' كان لها موقف مع كلمة غاضبة أودت بحياة مدرس للدراسات الاجتماعية، ''سامي عبد المنعم'' لقى مصرعه بعد مشادة مع طالب بالصف الثالث الإعدادي تعرض على إثرها لأزمة قلبية في شهر مارس الماضي.
مصرع ثلاثة وإصابة العشرات، حدث في المنيا، تحديدًا في قرية ''البدرمان'' في الثامن والعشرين نوفمبر 2013، حملت الأحداث وصف ''الفتنة'' إذ وقع الاشتباك بين مسلمين ومسيحيين نتيجة ''إشاعة بوجود علاقة حب بينشاب مسلم وفتاة مسيحية'' وفقًا لقول ''الانبا آرميا'' الأسقف العام حينها.
''الكلمات أو الألفاظ نوع من أنواع العنف بديل عن القوة البدنية'' قالتها علا شاهين أستاذ الطب النفسي –جامعة القاهرة- موضحة أن سلاح الكلام أحيانًا يكون أكثر استفزازًا للطرف الآخر مع وجود انخفاض في معدل التحمل لدى الأفراد، ففعل العنف اللفظي يقابله رد فعل ممارسة العنف البدني حسب تعبير شاهين.
وترى أستاذ الطب النفسي أن ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغياب المفاهيم الدينية الصحيحة وكذلك القدوة إلى جانب غياب سيادة القانون، كلها عوامل تؤدي للعنف ''طالما مافيش قانون نابع من داخل الإنسان'' لن يخضع للقانون الخارجي ''خاصة وهو واثق إنه لن يحاكم''، مشيرة إلى أن التراشق بالألفاظ الذي زاد معدله سواء في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل باعتباره وسيلة للتنفيس هو في الوقت ذاته ''وسيلة للعنف''.