كتبت-إشراق أحمد:
جلس ''ياسر وهبة'' خلف مكتبه، هاديء النفس كان، يستقبل الوافدين من أجل عمل توكيلات لمترشحي رئاسة الجهورية، السكينة غلبت على المكان إلا من حديث الزملاء في مكتب توثيق الشهر العقاري –قصر النيل-، 3 دقائق وينتهي الإجراء على ''التابلت'' الذي سلمته اللجنة العليا للانتخابات للموظفين، يغادر بعدها المواطن في هدوء كما دخل، في الوقت الذي يجاور الجهاز ذاته ''محمد شفيق'' وأمامه دفتر يستقبل أصحاب المصالح بمكتب ''البساتين''، الزحام يحيط به، يدون ويختم أوراق مَن تأكد سير أوراقه عبره إلى أن يأتي من يريد عمل توكيل ''رئاسي''.
طبيعة المكان الذي يتواجد به كل من مكتبي توثيق الشهر العقاري لها دور في المشهدين المختلفين، إذ زاد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية من ضغط العمل على الموظفينفي بعض الأماكن لدرجة سببت عجز في للقيام بمهامهم الأساسية مع المواطنين.
في مكتب البساتين الواقع بمنطقة المحكمة في السيدة زينب، لا مكان لقدم، مساحة صغيرة يتواجد بها المواطنون، الصياح اللغة السائدة، ''أشرف عبد العزيز'' يستقبل الدالفين، فالرجل الثلاثيني رئيس الموظفين، وقف خلف مكتبه الواقع قبالة مدخل الباب وأمامه دفتر، يباشر العمل يختم لهذا ويمضي لذاك ويغضب على موظف لخطأ ارتكبه،ويصيح في مَن ساقه الحظ لانهاء إجراء لا يوجد مختص له ''عندنا انتخابات ماعنديش موظفين كفاية''؛ أزمة واجهها ''عبد العزيز'' منذ 31 مارس الماضي حيث بدأ العمل لتوثيق التوكيلات للمترشحين.
''كل يوم أسوأ'' قالها رئيس مكتب البساتين مؤكدًا أن الضغط على ذلك المكتب أكثر من غيره لأنه يخدم امتداد منطقة زهراء المعادي وحتى مصر القديمة، عشرة سنوات عمل بها ''عبد العزيز'' بمكاتب الشهر العقاري لكن لم يجد ضغطًا كما الحال في مكان عمله الآن. المرة الأولى التي يتم تطبيق عمل التوكيلات في الفترة الصباحية مع عمل الموظفينسبب ذلك، ففي العام السابق كان توثيق التوكيلات في الفترة المسائية من الثالثة إلى الثامنة مساءً، وعلى الرغم من يسر إجراء التوكيلات مع وجود الجهاز الجديد الذي وفرته اللجنة العليا للانتخابات غير أن الصخب وحالة الحراك مستمرة بالمكتب.
ما يقرب من 4 آلاف توكيل يوثقه المكتب شهريًا وفقًا لـ''عبد العزيز'' زاد عليهم متوسط 100 توكيل لانتخابات الرئاسة بشكل يومي حسبما أكد، الأمر الذي وصل إلى اضطرار رئيس المكتب ''أخلي واحد بس يشتغل انتخابات عشان العجز''، لذلك يتحمل ''محمد شفيق'' الذي بدا مختلفا بارتدائه بذلة رسمية ''في ضغط وبنتحمله'' قالها الموظف المختص بإعدادات توكيلات ''الرئاسة''.
في المقابل تجلس ''زينب أبو الدهب'' في مكتبها المفتوح أبوابه، إقبال الموكلين كان أكثر في الأيام الأولى الثلاث لإعداد التوكيلات حسبما أكدت، 800 توكيل لانتخابات الرئاسة وثقهم المكتب، فالضغط ليس من سمة المكان ''ولو في ضغط هنتحمله ده واجب وطني''، قالت رئيسة المكتب.
''ياريت يطبق على طول'' أمنية تشارك بها كلا المكتبين، رئيس ''البساتين'' و''وهبة'' الموظف الفني بـ''قصر النيل''، من أجل بقاء النظام الذي يتم التعامل به في توثيق توكيلات الرئاسة ''البار كود''، فبالنسبة للموظف ''أسهل وأفضل من كتابة التوكيل باليد''، وللرئيس ''اتحدى أي حد لو اتطبق أن التوكيل ما يخدش أكثر من عشر دقايق''.