كتبت- نوريهان سيف الدين:
وسط أكثر من 40 ألف كتاب متنوع، بين السياسة والأدب والفن والمطبخ وقصص الأطفال المصورة، وفي إحدى ''الفيلات'' القديمة بحي المعادي، اطلقت فعالية معرض الكتاب لمجموعة ''الرصيف'' قائلين: '' بيت الرصيف مساحة اتعملت علشان نساعد بعض إننا نحقق نتايج أحسن من وجودنا عالأرض، وعلشان نوصل لأحسن النتايج قررنا إننا نستعمل كُل وسائل التواصُل اللي حوالينا بالخير علشان نوصل للحق''.
الفكرة مولودة على ''رصيف ميدان التحرير''
''18 يوما'' كانت كفيلة بميلاد أشياء كثيرة، من بينها ''فكرة'' جمعت بين ''شيماء يوسف'' و''أحمد رجائي''، العاملان بمجال الدعاية، التقيا على أحد أرصفة ميدان التحرير أثناء (25 يناير)، فكرا وقررا إطلاق مجلة مصغرة تجمع أماكن ''الخروجات'' ذات القيمة المعرفية والثقافية والفنية في القاهرة ومصر، لم تلبث أن توسعت وتطورت لتصبح مجلة بعنوان ''الرصيف''، وتبلورت فكرتها في ''القيمة والكرامة حق لكل إنسان''، ومحاولة إبراز أخلاقيات ''الثورة والميدان'' في المجتمع المصري.
يشرحها ''عزت خورشيد- منسق مهام أعضاء الفريق'' فيقول: ''فكرتنا إن لكل إنسان (قيمة) ومهارة جواه مش بس فلوس، إحنا هدفنا نعرفه عليها ونطورها له، و لكل إنسان (كرامة) ومن حقه يعبر عن اللي جواه، ومش من حق إي إنسان يسخر من فكرته مهما كانت بسيطة''، ليضيف عليها ''أفكارك هتجيبلك الفلوس، وهوايتك خليها شغلك عشان تبدع فيه''.
''شايف الكتب القديمة اللي ممكن ترميها وبتعتبرها تافهة؟ هنا الناس بتشتريها وبتزيد معرفتها'' ما لخصه الشاب العشريني في هدف ''معرض الرصيف للكتاب''، وهو أحد الفعاليات التي تطلقها مجموعة ''الرصيف'' على مدار 14 شهر هي عمر تكوينها.
سلوى..''طب بيطري وبيانو..ومطبخ الرصيف''
انهمكت ''سلوى خالد'' في تحضير أكواب من المشروبات الساخنة، تقدمها تحية من ''الرصيف'' للقادمين للشراء خلال فترة المعرض، جدران ''المطبخ'' ازدانت برسومات خطتها أناملها، وكلماتها جائت مع وقوفها وراء قاطع خشبي وأمام برطمانات زجاجية، فقالت: ''أنا اصلا بدرس طب بيطري وبلعب بيانو، بدأت أحب الكتب من فترة قريبة، بس هنا لقيت فكرة وهدف عجبني ومستمرة فيه''.
حسين: رسالته العلم و''مليون كتاب تصنع نهضة''
على طاولة خشبية مستديرة في صدر المعرض، جلس ''أحمد حسين'' صاحب إحدى المكتبات المشاركة بالمعرض، يدون الكتب المشتراة من المكان ''أنا أصلا مدرس لكن تركت التدريس وتفرغت لتجارة الكتب''، يجمع مقتنيات مكتبته من مصادر متعددة، وتكون فرصته في ''خصومات دور النشر''، لتصل مشترياته لأكثر من 20 و 30 ألف سنويا.. ''أنا ليا منظور خاص، شايف إن لو الشعب المصري قرأ مليون كتاب بس هيصنع نهضة العالم كله''.
ملك وهبة.. وقصص''الأرنب الجائع''
برفقة الجدة ''ثريا محمود'' التي لم يحالفها الحظ في معرفة القراءة والكتابة، جاءت ''ملك'' التلميذة بـ''أولى ابتدائي''، ترافقها ''هبة'' الأكبر منها بعام واحد فقط، و''آية'' بالصف الرابع الابتدائي، ليست لديهن غاية سوى ''القصص المصورة''.. الصغيرات اعتمدن على تصفح المجلات المصورة، وحين تعجبهن إحداها فإنهن يطلبن من الجدة شرائها لتقرأها لهن والدتهن بالبيت، أما ''آية'' فقالت: ''مكتبة المدرسة أكبر من الفصل بشوية بس مافهاش كل القصص دي''.