كتب - سامي مجدي:
صدر مؤخراً عن الدار المصرية اللبنانية كتاب جديد للدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن مسارات المرحلة الانتقالية تحت عنوان ''هامش للديمقراطية في مصر.. محطات وقضايا تحول لم يتم''.
الكتاب في 455 صفحة من القطع المتوسط، وينقسم الى أربعة فصول وخاتمة طويلة، يناقش فيها حمزاوي رؤيته للمرحلة الانتقالية من 11 فبراير 2012 حتى الوقت الحالي.
يدافع حمزاوي في الكتاب عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والليبرالية التي يؤمن بها إيمانا تاما ويرى أنها السبيل لدولة المواطنة المتساوية الحقوق والواجبات، على حد تعبيره.
يبدأ حمزاوي مؤلفه بالحديث عن رؤياه للمرحلة الانتقالية ''التي لا تريد الانتهاء''، ويعرض خلال الفصل الأول الصراع بين العسكر والإخوان، والمحطات أتي مر بها المرحلة الانتقالية الأولى من استفتاء مارس 2011 وانتخابات البرلمان وانتخابات الرئاسة في 2012، وازمة العلاقات المصرية الأمريكية.
ينتقل حمزاوي في الفصل الثاني وهو بعنوان ''الطريق الى قصر الاتحادية والخروج منه''، ويعرض غيه رؤيته لما شهدته مصر من صراع بين الأطياف المختلفة للوصول الى كرسي الحكم، وكيفية وصول الإخوان - ممثلين في الرئيس السابق محمد مرسي للحكم في يونيو 2012- وأيضاً خروجهم من القصر بعد 30 يونيو.
ويعرض حمزاوي ايضا في هذا الفصل، أطول فصول الكتاب، عن ''تشويه ثورة 25 يناير2011''، وما يسميه ''عسكرة للمخيلة الجماعية'' بتصدير خطاب ''المؤسسة المنقذة المخلصة'' و''البطل المنقذ المخلص'' في إشارة الى المؤسسة العسكرية والمشير السيسي، وهو في ذلك يؤكد ايضا عى احترامه وتقديره لدور الجيش المصري في حماية الأمن القومي دون أن يتدخل في السياسة.
كما يجيب خلال ثنايا الكتاب عن لماذا يعارض حمزاوي ترتيبات 3 يوليو؟ وانتقاده للقوى التي ترفع لافتات الديمقراطية والدولة المدنية وساهمت في ''تعطيل الإجراءات الديمقراطية'' بتأييدها لترتيبات 3 يوليو، على حد قوله.
في الفصل الثالث وهو تحت عنوان ''قراءة في دستور 2012 قبل تعديله''، وهو يتحدث في هذا الفصل عن ملاحظاته على دستور الإخوان الذي انسحب من جمعيته التأسيسية مرتين اعتراضا على عدم تمثيل كافة فئات المجتمع فيها.
في الفصل الرابع والأخير، يعرض حمزاوي لليبرالية الصحيحة كما يراها، وهو يتحدث عن مدنية الدولة والسياسة ويقدم ''دليل عمل لليبراليين''، ويؤكد أن ''الثورات لا تغير الشعوب بين ليلة وضحاها''، وفي النهاية يشدد على ان الحل يكمن في ''حرية الفكر والرأي'' مع الالتزام الكامل بالسلبية والابتعاد عن العنف.
وفي الخاتمة يتحدث حمزاوي عن دور الكتابة السياسة في الدفاع عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وفيها يؤكد أن مصر ''عادت الى المربع رقم صفر، فلا دستور ديمقراطي وضع، ولا قوانين للعدالة الانتقالية وللحريات وللحقوق الأساسية صدرت، ولا مؤسسات مدنية منتخبة استقرت، ولا توافق مجتمعي وسلم أهلي، ولا تفاهمات سياسية لبناء الديمقراطية تبلورت''.
وفيها أيضا يحمل حمزاوي جماعة الاخوان المسلمين قسطا كبيرا من مسؤولية الإخفاق في إدارة انتقال ديمقراطي ناجح، ويرى أن ''السيطرة على الدولة والهيمنة على الحياة السياسية وبناء تحالفات إقليمية ودولية مؤيدة لحكمهم، كانت الأهداف الأساسية لدور الاخوان منذ 2011''.
ويختم حمزاوي قائلا: ''لاديمقراطية ايضا بدون دولة وطنية متماسكة تستقر مؤسساتها باحترام سيادة القانون وتكتسب شرعية القبول الشعبي بالعدالة والحيادية والشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد''.