كتب- وائل الطوخي:
عقب الثورة بشهور كانت الآمال تداعب أحلامهم البسيطة، أكدها كلام المسئولين عن الخوض غفي حل أزماتهم، غير أن الأيام، تبعتها الشهور، ومن وراها السنوات دون دعم يذكر.. تحاصرها المشكلات وتحيطها المخاطر فتجعل حياة ساكنيها ''على كف عفريت''، عزبة ''الكولحة''، بالأباجية التابعة لحي الخليفة بالقاهرة، قد تضيع بين لحظة والأخرى فالإهمال هو العنوان الرئيسي للحياة بأروقتها التي تندرج في عالم النسيان، بأزمات متعددة؛ فالمياه تنقطع باستمرار والبيوت كأكواخ أفلام الكارتون تحوطها صخور الجبل وتتساقط عليها من وقت لآخر، فضلا عن القمامة التي تكسو حواريها وتعج المنطقة برائحتها الكريهة فاسحة الطريق لأمراض لا حصر لها بمداهمة سكانها، أما الكهرباء فهي ضيف عزيز ينتهى سريعا من زيارته فلا تكاد تأتي حتي تنقطع بالساعات لكنها لم تنل حظاً من اهتمام المحافظ رغم احتياجها الشديد للتطوير وحاجة أهلها لحياة آدمية كريمة.
بصوت يملؤه الحزن يقول سيد محمد أحد سكان المنطقة، إنه يعاني طوال حياته مشكلات جسيمة بالعزبة؛ موضحا أنه يعيش مع أسرته في حجرة واحدة، الأمر الذي يجبره على النوم علي أرضا، رغم أنه يعاني أمراضاً في القلب، ولا يزيد أمله عن أن يجد بيتاً يصلح للحياة الآدمية بدلاً من هذه العشش المسكونة فهى بيوت مبنية بالأخشاب يهددها سقوط صخور الجبل وتتخللها مياه الأمطار في الشتاء بالأوبئة والمخاطر.
أمام عتبة منزلها كانت تجلس ''أم أحمد'' تبوح بما فاض من كيل جراء السكن بعزبة الكولحة، وتقول بصوت صارخ ''مش عارفة أشغل الفرن اللي بيأكلني عيش''، موضحة معاناتها في ملء المياه من مكان بعيد عن منزلها حتى تتمكن من عجين الدقيق، وأضافت أنها تشعر بالخوف لأن الثعابين والعقارب تدخل البيوت من وقت لآخر بحثاً عن الدفء والطعام فتلدغ الأطفال والكبار، علاوة على الأسقف المبنية من الأخشاب ''ما بتحميناش من مية المطر في الشتاء.. والحال ميسرش عدو ولا حبيب''.