كتبت- نوريهان سيف الدين:
في ''الذهب الأبيض'' يتاجرون، موسمهم مزدهر طالما أقبل عليهم المقبلون على الزواج وترتيب ''غرف النوم''، مع كل طلبية شغل لهم تجد احتفالا وترتيبا خاصا، وأغلب مشاوير زبائنهم تكون للأم برفقة ابنتها لشراء ''قطن التنجيد''، لكن هناك منافسا لاح لهم منذ سنوات قريبة، وأصبح ينافس ''الذهب الأبيض'' واحتفاليات ''التنجيد''.
في شارع اشتهر بـ''شارع المنجدين''، وأمام سبيل ''محمد علي'' بالغورية، صمدت وكالة هي الأقدم من بين محلات السوق الضيقة، على اتساعها لم يملأها إلا بضعة أجولة من القطن قيست بـ''القنطار''، وبالداخل موجود ''ميزان'' مخصص لهذه المهمة، في حين اكتفى التاجر وأخيه بوضع ''مرتبتين سفنج لزوم الموضة''، إلا أنه لا يفرح ببيعهم مثل فرحته ببيع قناطير الأقطان ''الاسكارتو''.
''شكري ومجدي نجيب'' من الشرقية تأتيهم بضائعهم، منتظرين ربة منزل تريد تجديد مفروشاتها، أو عروسة ترغب في عمل مراتب وأغطية غرفة نومها، جلسا سويا مع قدوم العصر بصحبة، قال ''مجدي'': ''الناس بقت تستسهل تجيب مرتبة سفنج وفي نفس الوقت أرخص من التنجيد، رغم أنها مش صحية وبتجيب بكتريا، وبتخلي السرير في الصيف (فرن) عشان مصنوعة من مواد بترولية مش قطن طبيعي''.
''شكري- الأخ الأكبر''، خبرته طيلة 40 عاما مع والدهم في مجال تجارة القطن والتنجيد، جعلته ملما بشكل جيد برحلة القطن من مزارعه وحتى وصوله بيت مستخدمه، فالأقطان لديه تنقسم إلى ''سكارتو/ متوسط التيلة''، و''سكينة/ فوق المتوسط''، و''شعر/ بريمو'' وهو الأغلى ويصل سعر القنطار فيه إلى 700 جنيه.
أما ''مجدي'' فوصف حال مهنتم الآن فقال: ''زمان كان التنجيد (حفلة وزغاريط) والناس بتتباهى بصنعة المنجد ورش العروسة، دلوقت الناس بتستسهل الرخيص وفرحتها قليلة، والجاهز بيغني عن تعب المنجدين''، موضحا أنه رضخ مؤخرا لاتجاه السوق وطلب الزبون للمراتب الاسفنجية، وجاء بعدة قطع لمجرد (المنظرة بس)، لكنه متخصص في بيع وتنجيد الأقطان وزخرفتها.