كتبت-رنا الجميعي:
هل جربت يومًا أن تضع أنفك على شاشة جهازك الإليكتروني وقمت بشمه؟ هل اعتقدت أنه يُمكن ترجم أصوات الحيوانات إلى كلام البشر، لا تستغرب، فمن المؤكد أن البعض قام بذلك، حينما أعلنت جوجل في الأول من إبريل كذباتها المتتالية على مدار الأعوام الماضية.
يطلقون على ضحيته ''السمكة''، ويرتقبونه كل عام لإطلاق خدع جديدة، ولأنه يظلل الحياة ببعض الترفيه حتى وإن كان كذبًا، الكذب يصنع الضحك في هذا اليوم من كل عام.
منذ عام 1546 كانت ''فرنسا'' هي الدولة الأولى في كذبة إبريل، حيث تبني التقويم المعدل الملك شارل التاسع، فقد كان الاحتفال برأس السنة في الحادي والعشرين من مارس، وينتهي في الأول من إبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة، وعندما تحول الاحتفال إلى الأول من يناير، ظل الناس يحتفلون به في الأول من إبريل كالعادة، وأطلقوا على متلقي الكذبة ضحايا إبريل.
تليفزيون ملون
يبدو أن هذا اليوم قوبل بترحاب شديد من باقي الدول، فلا عجب أنه مستمر حتى اليوم، واعتمادًا على رد فعل الناس التلقائي بصدق كلام رفيقه فلا يتشكك أحد في الكذبة، ففي عام 1962، وقبل اختراع التلفزيون الملون، بثت القناة الرسمية السويدية مقلبًا شهيرًا بظهور خبير تقني على الشاشة ليعلن للمشاهدين إمكانية الحصول على صورة ملونة بتغطية الشاشة بقطعة من البلاستيك، ما جعل الكثيرين يصدقون تلك الخدعة.
يُمكن لكذبة أن تُسقط دولة، في أسطورة ''الإلياذة'' دخل الإغريق طروادة بحصان، وفتح لهم أهل طروادة بابهم مرحبين، لم يكونوا يعلموا أن داخل الحصان الكبير ملئ بالجنود، الذين سرعان ما فتكوا بهم وانتصروا، ولكن تلك كانت أسطورة، غير أنه في الواقع حدثت كذبة أسقطت دولة بالفعل، خرج الصليبيون للعرب في الأندلس وقالوا لهم ''من أراد النجاة بنفسه وأهله وماله فليذهب إلى الشاطئ، فإن سفنا كبيرة قدمت من المشرق لتأخذ من تبقى من المسلمين''، فكانت الخدعة التي ذهبت فيها أرواحهم بسيوف الصليبيين.
استخدم أناس الكذبة أحيانًا لمداراة أخطائهم بسرعة بديهة، ففي رومانيا، قامت إحدى الصحف بنشر خبر كاذب عن سقوط سقف إحدى محطات السكة الحديد ومقتل وإصابة العشرات، وتصادف أن هذا اليوم كان الأول من إبريل، فتدارك رئيس التحرير الموقف بسرعة معلنًا أن اليوم هو كذبة إبريل، مما يجعل تلك الحادث مرشدًا جيدًا لبعض الناس، حينما يكذبوا فعليهم أن يتمنوا أن يكون هذا اليوم هو الأول من إبريل.
في مصر لا تفتأ الكذبة أن تدور بين الناس في هيئة إشاعة أو ''مقلب'' بين صديقين، ولكن في العام الحالي قام رواد تويتر بعمل ''هاشتاج'' يكتبون فيه الأكاذيب التي تسخر من حال البلد، من بينها ''الواد اللى كان بياخد كل يوم 20 جنيه وينزل سكينة الكهرباء السنة اللي فاتت كان بيشتغل بالعقد، بس السنادي ثبتوه عشان كده بيقطع النور كل يوم، ولا يغيب سيرة الرئيس المعزول عن الحديث، فسخر البعض قائلًا ''مرسي راجع''.