أمستردام – (هنا صوتك):
وفقا لدراسة أمريكية حديثة، فإن عدد النساء الرائدات في المشاريع التقنية في الشرق الأوسط هو الأعلى نسبيا من أي مكان آخر في العالم. فما هو سر وجود الكثير من العربيات في المجال التقني؟ هل هذا مؤشر على أن المساواة بين الجنسين في تحسن مستمر، أم أن المهن في مجال التكنولوجيا تتناسب مع القيم التقليدية؟
ينتشر اعتقاد بان عالم التكنولوجيا حكر على الرجال والمهووسين بالعلم والتقنية، ولكن الأمر مختلف في الشرق الأوسط. خلال السنوات الأخيرة أصبح عدد الطالبات في جامعات تقنية المعلومات أكثر من عدد الطلاب الذكور.
رندة أبو علي، طالبة في مجال تقنية المعلومات في الإمارات، تقول إن هذا الاختصاص ''يناسب مع الطبيعة الأنثوية. يمكنني في أي لحظة، وإيجاد الوقت والمكان للعمل على الكومبيوتر''.
سارة درويش هي أيضا طالبة في مجال تقنية المعلومات، وتقول إن هذا الاختصاص يتناسب بشكل جيد مع السياق العائلي في مجتمعها، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء في العالم العربي: ''يتناسب جيدا مع وضعي، وهناك العديد من الفرص المتاحة لنا، إذ يوجد الكثير من المنح الدراسية لدعمنا''.
طالبة أخرى تدرس تقنية المعلومات هي ميساء عبدالله، وتحلم بالعمل يوما في شركة مايكروسوفت. لكن وبعد إنهاء الدراسة، قد يتعرض الكثير من النساء العربيات للتحيز والتمييز في مكان العمل. البروفسورة في جامعة أبوظبي سناء عودة تجري بحثا حول وضع المرأة في مكان العمل، واكتشفت اتجاها جديدا: ''بدلا من أن تحارب النساء هذه القناعة، وعلى الرغم من أنهن أفضل من الزملاء الذكور في العمل او الدراسة، فإنهن يفضلن البدء بأعمال خاصة بهن. ولذلك سيكون هناك المزيد من الوظائف المتاحة في عالم تقنية المعلومات، وستصبح النساء العرب أكثر ابتكارا وجزءا من القرارات المستقبلية في عالم تكنولوجيا المعلومات''.
رامة الشققي سيدة أعمال سورية تعيش في دبي، وأسست شركة ''مشاريع البركة''، تستخدم التكنولوجيا بهدف تحفيز ريادة الأعمال الاجتماعية. وتقول: ''أعتقد أن هذا سهل على شركات مثل شركتنا، لأنه ليس لدينا أي انحياز أو تحفظ على انخراط النساء في مثل هذه التخصصات التقنية، الأمر الذي يشجع المزيد من النساء للانضمام إلينا، وبالتالي المزيد من النساء العاملات في مجال تكنولوجيا المعلومات. المرونة التي يقدمها عالم الإنترنت هي مكسب لكثير من النساء، إذ بمقدورك العمل أيضا من المنزل''.
ويعتبر عدد رواد الأعمال في مجال الإنترنت في الشرق الأوسط الأكثر من أي مكان آخر في العالم. إذ أن المتوسط العالمي للإناث العاملات في مجال تكنولوجيا المعلومات هو 10% ، بينما يصل إلى 35 في المئة من الإناث في المنطقة العربية.
وفازت رائدة الأعمال اللبنانية لولو الخازن باز بمبلغ نصف مليون دولار خلال برنامج تلفزيوني في دبي، ونالت الجائزة على فكرة موقعها الإلكتروني لتوظيف النساء اللواتي يعملن على حسابهن الخاص. تقول لولو: ''ما بين 35 الى 40 في المئة من العاملين لدينا نساء''. وتضيف:
''تتيح الإنترنت للمرأة المجال للتفوق والتميز في عالمنا هذا، وهذا ينطبق على النساء في العالم العربي اللواتي سيتاح لهن تحقيق ذلك''.