كتبت - إشراق أحمد:
من المترو إلى ''بين السرايات'' حيث تم إلقاء القبض على ''عبد الرحمن فؤاد'' الشهير بـ''بوشكاش'' بينما نداء والدته ''هاتولي ابني''، في الثالثة عصر ذلك اليوم توجه ''فؤاد'' إلى الجامعة لإحضار جدول امتحاناته بكلية ''التجارة'' نظام مفتوح المقرر بدءها في السادسة والعشرين، قرر التوجه من مقر عمله بإحدى الشركات مع والده قرب ''عمر أفندي'' بالجيزة ''بيشتغل تحت التمرين لغاية ما يخلص''، فور خروجه من محطة ''الجامعة'': ''سمع دوشة ولقى عسكري بيشده من ظهره حاول يفلت منه لكنه قبض عليه'' حسبما أكدت شقيقة والدته ''إلهام السيد'' التي بمثابة الأم الثانية له.
شهرين لم تر بها ''سامية السيد'' ابنها ''عبد الرحمن''، فظروف مرضها منعتها من زيارته فترة تواجده بمعكسر الأمن المركزي ''استحالة كانت تقدر تركب عربية الترحيلات'' حسب قول شقيقتها.
''لما بكرة يداس يبقى النهاردة طز، لما مستقبل ابني يروح قدام عيني ومحدش يقول مين اللي عمل فيه كده'' منفعلة قالت ''إلهام'' التي لا تملك من الأبناء سوى أولاد أشقائها ومنهم ''عبد الرحمن''، متذكرة أول مرة دفعت فيها شقيقتها ابنها لنزول ميدان التحرير قائلة له ''أنزل مع اخواتك عشان تلاقي بكرة مش هتحس غير لما تشارك''، ومنذ ذلك الوقت اعتاد الشاب العشريني المشاركة بالتظاهرات حتى سقوط نظام الإخوان الذي ما كان يومًا مؤيدًا له لكنه متهم اليوم بالانتماء لهم حسبما قالت ''إلهام''، مضيفة أن اليأس أصاب الابن حينما زارته مخبرًا لها ''لما أطلع هسافر وأدور على أي وظيفة''، فالشاب الذي لم يترك فاعلية اعتراضًا على الأحداث إلا وشارك بها مدان اليوم بتهم لم يرتكبها حسب تأكيد خالته.
''فكرت هو زعلني في إيه ما افتكرتش حاجة'' قالتها الخالة مشيرة أن فترة احتجازه ذكرتها بطفولته حينما كان يبلغ من العمر 11 عامًا وأصاب الإعياء الطفل فدب الفزع في نفس الأم والخالة ظنوا للحظة أنهم سيفقدونه ''حسيت إنه هيروح مني'' لكن بتأكيد الطبيب أن جدار القلب رقيق ولا يوجد شيء يدعو للقلق أطمأن قلوب الأسرة، الإحساس ذاته ساور الخالة طيلة شهور احتجازة، مفضلة الصمت أثناء زيارته إذا ما رأت تجاوز ''لازم أكتم صوي لغاية ما ابني يخرج''.
ستة تجديدات بحبس الطلاب المعروف قضيتهم بأحداث ''جامعة القاهرة''، آخرها كان في 30 مارس الماضي، لم يحضر أيا منهم إلى محكمة جنوب الجيزة لدواعي أمنية حسبما أكدت الجهات الأمنية للمحامين وأهالي المحتجزين، باستثناء المتهمين الخمس القصر المتواجدين بقسم الجيزة.
9 مارس كانت الأشد صعوبة على الأهالي والمحامين حيث يذكرونه بالإعتداء الذي تحرر بلاغ بشأنه إلى النائب العام برقم 5716، حيث تم التعدي على خمس شباب من أصدقاء الطلاب المحتجزين، والمحامي ''عثمان'' الذي أكد أن المتهمين في القضية تم القبض عليهم بشكل عشوائي حيث أن ساعة القبض على جميعهم بدأت في الثالثة عصرًا بينما الأحداث استهلت منذ الحادية عشر وحتى الثانية عشر ظهرًا فضلا عن المخالفة القانونية التي وقعت أثناء الاحتجاز من حضور النيابة لمعسكر الأمن المركزي واستمرار الاستجواب وفقًا لـ''عثمان''
''اضطررنا نفرش ورق ونقعد عليه'' تلك الوسيلة الوحيدة للمحامين والأهالي داخل معسكر الأمن المركزي في الكيلو 10 ونص فترات احتجاز الطلاب الأولى قبل انتقالهم إلى سجن وادي النطرون، وحتى هذا لم يكن ملاذ يسير لهم فسرعان ما تأتيهم الأصوات ''ماينفعش تقعدوا كده عشان الباشا جاي يدخل إزاي ويشوفكم كده''.
لكن ذلك لم يكن مشكلة بقدر التأخيرات ''التحقيق المفترض الساعة 10 الصبح لكن النيابة كانت بتيجي على 7 بليل''، رأى المحامون في ذلك تعنت الغرض منه عدم حضور المحامين مع الطلاب، ففضلوا تفويت الفرصة عليهم بالمكوث ولو لساعات طويلة حتى ينتهى الأمر الذي لا يتغير عن التجديد 15 يوم.