كتبت – دعاء الفولي:
في حلقة اجتمعوا، أحاط بهم السكون، كلٌ منهم في عالمه الخاص يمارسون رياضة التأمل، لا يتكلمون إلا قليلًا، من دول مختلفة، الدنمارك، باريس، المغرب، الجزائر ومصر، كان هدفهم من المقابلة هو الارتقاء بأرواحهم بعيدًا عن صخب العالم المحيط، ذهبوا لمنزل صاحب الدعوة، بمحافظة الأقصر، حيث اتخذه مقرًا ل''الملكوت المطلق''.
الأمر لم يبدأ مع ''شادي رباب'' طالب الفنون الجميلة، من الصفحة على موقع ''فيس بوك''، والتي أسماها ''الملكوت المطلق''، بل كانت هي النتيجة، بدأ مشروعه بحفلات متفرقة لفرقة موسيقية هو عضو فيها كعازف جيتار بنفس اسم الصفحة، تقوم الحفلة على عرض مجموعة من الصور لطالب الفنون الجميلة مع العزف ''بتبقى مرسومة على ورق أسود بألوان فسفورية عشان تعمل إضاءة مع نوع المزيكا اللي بنعزفها وبتبقى الحالة الروحية جيدة جدًا''.
كان الهدف من تلك الحفلات في البداية هو محاولة فصل الروح البشرية ولو بشكل جزئي عن الواقع المرهق، وانسحب ذلك على الصفحة التي بدأت نشاطها منذ عام ونصف فيما بعد ''نفسي تبقى صفحتنا والمقر بتاعنا هما ملجأ الراحة للناس من الضغوط عشان يعرفوا يكملوا''، أنشطة الصفحة على موقع التوصل وكذلك على الأرض هي من ترتيب ''رباب''، بين الجمل المأخوذة عن أئمة التصوف، والأخرى التي تبعث على التفاؤل، حاول الشاب العشريني ابتكار شيئًا جديدًا لترويجه وهي ''رسائل الرقي''.
''رسائل الرقي هي ورق مكتوب عليه جمل جميلة وبتبقى أحيانًا لناس مشهورة زي ابن عربي أو مكتوبة من أصحابنا اللي بيشاركوا في الفكرة''، بأكثر من لغة طُبعت الرسائل، ومنها ''استمتع بطريق المحن حتى تصل لأهدافك''، مع قدوم مُحبي صفحة من مختلف الدول ''بيبقى لينا أصدقاء في الدول دي عندهم نفس الفكرة وبيوزعوا الرسائل في بلدهم''، خاصة كون الأقصر بلد سياحي في الأساس.
في الحلقة التي يجتمع فيها القادمين ''بنتكلم عن ربنا''، بكل اللغات يحاولون التحدث عن الصفات الرباينة بمعزل عن الشرائع والخلفيات المختلفة التي يأتون منها.