كتبت- يسرا سلامة:
هدوء يسيطر علي المكان، لا يقطعه سوى زقزقات العصافير، وسط الحي الهادئ الذي يطل على نيل القاهرة، يقبع قسم ''قصر النيل'' لا يعرف له الطريق سوى أهالي المنطقة، من ليسوا منهم قلما يسمعون به أو يعرفون الطريق إليه، إلا في حال وقوع اشتباكات بين الحين والآخر فيكون المنتهى داخل أروقة قسم قصر النيل.
بضع من عربات الأمن المركزي تحيط بالمكان، يتخذ رجال الأمن أحد الفيلات مقرًا للقسم، لا يختلف في مظهره الخارجي عن باقي المنشئات الراقية
المحيطة به، فقط بعض من اللافتات حول جدرانه ''الشرطة في خدمة الشعب''، لافتة متكررة داخل المقر.
''أمن القسم لا يختلف عن أي قسم آخر'' تصريح مقتضب أدلى به أحد ملازمي القسم، في إشارة إلى أن تأمين أي قسم شئ هام حتى وإن اختلف موقعه، سواء في حي هادئ مثل حي جاردن سيتي، أو في مكان شعبي مزدحم.
على مسافة قريبة من القسم الشهير، يجلس ''وليد سيد'' ابن محافظة سوهاج بداخل كشك لبيع السجائر، على الرغم من هدوء المكان، إلا أن زبائنه لا
يتوقفون علي الشراء، فهو الأقرب لمن ارتاد القسم، وفي حاجة لأي شئ مما يبيعه من حلوى أو مأكولات ومشروبات.
ثلاث سنوات هي عمر ''وليد'' كجار للقسم الهادئ، حيث أتى الشاب ذو الرابعة والعشرين عامًا من بلده، بحثاً عن الرزق،ف وجده عند صديقه ليقاسمه الوقت في الكشك الصغي ''الزباين هنا ولاد ذوات''، يقولها ''وليد'' مضيفاً أن حتى مرتادي القسم أغلبهم من الطبقة الراقية.
هدوء الأجواء، لم يمنع بعض دبابات رآها الشاب العشريني أتت لحراسة القسم في عدد من الأوقات مثل سابقيه، ولا يزال يحمي القسم مجموعة من رجال الأمن، بعرباتهم المصفحة.
عينات يراها ''وليد'' بشكل يومي من نافذة محله الصغير، لم يتعرض قسم قصر النيل كسابقيه لأي عمليات إرهابية، سوى محاولة واحدة من أحد عائلات المسجونين، في وقت حكم المجلس العسكري، يذكرها ''وليد''، لمجموعة سيدات يصرخن ورجال يهتفن ضد وزارة الداخلية من العائلة، اعتراضًا على حبسه.