تحقيق- أماني البربري:
انتشرت بالفترة الأخيرة ظاهرة دخول المطربين في عالم تقديم البرامج، حيث أصبحت بمثابة ''موضة''، و أصبح من الطبيعي جداً أن يشاهد الجمهور على الشاشات برامج يقدمها مشاهير الفن والغناء والإخراج حيث كانت سابقا تقتصر على عدد قليل من الفنانين، إلا أنها باتت اليوم ظاهرة واسعة الانتشار .
ومن أشهر البرامج الحالية هو برنامج ''صولا '' للمطربة أصالة حيث تستضيف فيه مجموعة من نجوم الغناء والفن والتلحين والتأليف الموسيقي وتحاورهم بعفوية وتلقائية وتشاركهم الغناء.
برنامج '' أحلى مساء'' الذي يقدمه المطرب هشام عباس و الراقصة فيفي عبده يتم استضافة فيه نجوم الغناء أو التمثيل والتحدث عن أعمالهم الفنية الناجحة وما يستعدون إليه من أعمال ، حيث تلقى فيفي وهشام هجوماً لاذعاً بتقديمهم لهذا البرنامج وخسروا كثيرا من جمهورهم .
كما أذيع مؤخرا برنامج للمطرب حماقي على شاشة قناة ''الحياة''، حيث يروى فيه مسيرته الفنية التي تبلغ سنوات ، بالإضافة للحديث عن أهم المحطات والنقلات في حياته .
وأخيرا تعاقد المطرب حكيم مع قناة المحور لتقديم برنامج ''حكم الشعب'' وهو من نوعية برامج اكتشاف المواهب الغنائية الشعبية وسيتم لأول مرة من خلال فريق عمل مصري سواء في الإخراج أو التصوير أو لجنة التحكيم، ولن يقتصر دور البرنامج على اكتشاف الموهبة فقط، بل يساندها في مراحل النجومية الأولى .
استطلع '' مصراوي '' آراء بعض النقاد في هذه الظاهرة ومن يروه قدمها بنجاح وزادت من شهرته ومن فشل فيها وأخذت من رصيده الفني .
خيرية البشلاوي: صولا ''تزهق '' .. وفيفي ''مذيعة التقاليع''
قالت الناقدة خيرية البشلاوي ''للأسف القنوات هى التي تجرى وراء الفنانين وتتجه لهم لتقديم البرامج لأنهم يريدون فنانا مشهورا لديه قاعدة جماهيرية كبيرة تساعد على متابعة البرنامج ، فالفنان هنا أصبح سلعة لشهرته.
أضافت '' صراحة لا أطيق برنامج '' صولا '' فأصالة فيه شديه الانفعال تجعلنا ''نزهق '' من المشاهدة والمتابعة ، ونفس الحال في برنامج فيفي عبده وفكرة استخدامها كمذيعة تعتبر ''تقاليع '' ويدل على مدي الإفلاس الفني الذى أصبح منتشرا.
أما أشرف عبد الباقي فبالرغم من عدم مشاهدتي له إلا إنني وجدت أكثر من تعليق ممتاز عليه وعما يقدمه وهذا ناتجا لنجاحه في السيت كوم '' مصر البيت الكبير '' .
اختتمت البشلاوي كلامها قائلة '' لا أرى أن أي فنان ممن قدموا برامج نجح نجاحا ساحقا أو استطاع أن يأخذ مكان لأحد من الإعلاميين الكبار فمثلا لا نجد أحدا تفوق على مني الشاذلي أو تنافس مع لميس الحديدي أو استحوذ على نفس مكانه طوني خليفه''.
الشناوي: سميرة سعيد وهاني شاكر أخفقوا
يرى الناقد طارق الشناوي أن الممثل الذى يتجه لتقديم البرامج لابد أن يتوافر به مجموعة من المقومات وأهمها الموهبة لأنه إذا افتقدها سيكتشف الجمهور انه ''بكاش''، حيث أخفق فيها العديد منهم الفنان هاني شاكر وسميرة سعيدة بالرغم من كونهم محكمين برامج إلا أن المسافة بين التقديم والتحكيم ليست كبيرة لأنهم بالنهاية ليسوا ضيوفا، كما فشل أيضا الفنان أحمد دام في تقديم نوعية برامج ''الاستاند أب كوميدي''.
أرجع الشناوي هذه الظاهرة لشحوح العمل الفني بالسوق وشعور الفنان بـ ''الفضا'' وأنه غير مطلوبا، إضافة أن أغلب النجوم المصريين يبحثون عن الفلوس ويجرون ورائها.
ماجدة موريس : النجومية تفرض عليهم الظهور هكذا
أكدت الناقدة ماجدة موريس أن سبب انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل يرجع إلى قلة الأعمال الفنية والتي أصبحت على كف عفريت بسبب الظروف غير المستقرة بالبلاد , وهذا الحال لا يختلف في السوق الموسيقي حيث أصبحت المبيعات تنهار لوجود قراصنة الإنترنت لذلك استبدل الفنانون نشاطهم الفني بنشاط اخر للظهور على الشاشة وعدم مفارقة جمهورهم وهذا ما تفرضه '' النجومية '' على أي فنان حيث يمثل لهم عاملاً نفسياً انسانياً وليس مادياً فقط .
أضافت هناك فرق بين نوعيات البرامج , فهناك برامج من أجل الممثل وهذا النوع يعتبر من أنواع العمل الفني لأنه يعتمد على شخصية الفنان وقدراته على التمثيل والتلون والاداء ومن بينها برنامج الفنان'' أحمد ادم '' حيث يسمى برنامج الرجل الوحيد , وايضا ببرنامج ''محمد حماقي '' والذي سيعرض من خلاله مسيرته الفنية طوال الـ10 سنوات ، وهناك برامج اخرى تعتمد على شهرة الفنان إما بالإضافة لها أو بسحب نجوميته وهذا ما وقع فيه الفنان محمد هنيدى لان برنامجه ''لحظة شك '' لم يضيف له شئ فى تاريخه الفنى .
وتساءلت موريس عن مدي ثقافة هؤلاء المطربين وعن مؤهلاتهم لتقديم برامج للجمهور سواء كانت توعوية أو متخصصة ، مؤكدة أن المذيع لا يعتمد على المقومات الشكلية فقط ، حيث وصفتهم بأنهم اعتبروا تجربة البرامج كأنها ''سبوبة ''.