كتبت- نوريهان سيف الدين:
بملابس بيضاء ومسبحة تحيط العنق وحجاب ''سبانيش''، لقبها ''الشيخة'' ووصفها أنها من خدام آل البيت، موعدها ليلة المولد، ومسرحها مقهى شعبي صغير على مدخل ''حوش عطي'' بالجمالية، جاءت مع والدها وأختها الصغيرة من الشرقية، وعلى مدار خمس سنوات مضت وها هي السنة السادسة تأتي، لم تنقطع ''الشيخة'' عن موعدها، الذي يبدأ بانقضاء صلاة العشاء، مستمرة في وصلة غناء و(السهرة صبّاحي).
''سماح وكوثر'' القادمتان من وجه بحري، والدارستان بإحدى المعاهد الأزهرية، قررتا السير على الخطى الأولى للسيدة أم كلثوم ووالدها، حينما كانت منشدة دينية في الموالد والمناسبات، وبصحبة والدهما الشيخ الكبير جابتا القرى، إلى أن وجدا في ''مقهى حوش عطي'' فرصة للانتشار في القاهرة، استطاعتا من خلالها الدخول لعالم الفضائيات المتخصصة، وتسجيل ''كليب'' يمدحان فيه الرسول وآل بيته.
يصفهما صاحب المقهى والممتلك لـ(فرشة فاكهة) أيضا بالمقابلة من المقهى، فيقول: ''بنات محترمة وزي الرجالة، وتسمع منهم كلام يدوب الحجر، بيبدأوا من بالليل لحد صلاة الفجر''، مشيرا إلى أن وصلهن يكون قبيل الليلة الكبيرة بقليل، وأن إكرام وفادتهن حبا في الحسين ومولده.
يسترسل الرجل فيقول: ''هما حافظين المصحف كله ومعاهم شهادات تقدير من المحافظة في مسابقات القرآن''، إلا أن الرجل المطرب بصوت الفتاتين الصغيرتين يقول: ''هما كمان بيغنوا الأغاني القديمة بتاعة أم كلثوم وعبد الحليم، يعني حسهم حلو في كل لون''.