كتبت- يسرا سلامة:
''علبة زبادي بالملوخية، بلاستيك وعليه تقليه، ايه اللي جاب دي لديه، سموم وشابكة في بعضها، كومة وفي كيس متنعكشة'' بتلك المقطع الغنائي اختارت وزارة البيئة المصرية أن تتوجه بإعلان دعائي عن حملة لفصل القمامة، في دعوة للمواطنين بفصل المكونات العضوية منها عن المواد البلاستيكية والمعدنية.
''شيل ده ويرتاح ده واهي عادة'' .. يذكرها أحد الشباب في الحملة، والتي اختارت عبر إعلاني القطار والمترو للترويج لفكرة فصل القمامة من المنبع، ''آمال طه'' رئيس الادارة المركزية للأعلام والتوعية البيئية بوزارة البيئة تقول لمصراوي إن الحملة توعوية في المقام الأول، انطلقت في محافظة الجيزة في عدد من الأحياء هي الدقي والعجوزة وامبابة.
وتوضح مسؤولة وزارة البيئة أن الحملة تستهدف كل المواطنين، من أجل فصل المواد العضوية مثل مخلفات الطعام عن مواد البلاستيك أو المعدن، و أن الحملة الإعلانية انطلقت من مجموعة من المتطوعين لإيصال الفكرة ببساطة، ويتم عرضها علي القنوات التلفزيونية مجانًا لآنها ''هدف قومي''.
وبحسب ''آمال''، فالحملة وجدت استجابة أكثر من أبناء الطبقات المتوسطة، ومن ربات البيوت بشكل خاص أكثر منها في المناطق الراقية، لإن في تلك الطبقة تعمل فيها ربات البيوت بأنفسهن، ولا تحتاج إلي عاملة في المنزل في الأغلب لا تصل لها الحملة، مشيرة أن الحملة أيضًا تحركت في عدد من المدارس للطلاب، في مدة ستة أشهر لتصل لعدد من المحافظات مثل كفر الشيخ والغربية والإسكندرية في الأيام المقبلة.
وفي منطقة الدقي بالجيزة، تجلس ''أم مصطفي'' في محلها لبيع الخضروات وبعض المأكولات الشعبية، وعلى واجهة محلها بوستر حملة وزارة البيئة من أجل فصل القمامة بعضها عن بعض، تقول السيدة الثلاثينية أن أصحاب الحملة جائوا إليها من أجل لصق البوستر علي المحل، دون الحديث إليها عن معناه، تقول ''في الأول مكنتش اعرف البوستر ده عن إيه، بس لما مشيوا بتوع الحملة قريت وعرفت''.
لم تخرج السيدة الثلاثينية الكثير من القمامة كما ترى، جوال أو نصفه من مخلفات الخضروات، لم تروق لها في بداية الأمر فكرة فصل القمامة عن بعضها، وقالت :''أنا بحط كل الزبالة على بعض''، لكنها لم تمانع أن الفكرة جيدة في حالة واحدة وهي أن تبيع القمامة وتتكسب منها، كما ترى بعض رجال هيئة النظافة يجمعون الزجاجات البلاستيك وغيرها من أجل بيعها.
وانتبه ابنها ''مصطفي'' في الصف السادس الابتدائي فور سماعه لكلمة ''فصل القمامة''، ليتذكر أن مدرسة اللغة العربية في مدرسة ''المدينة الجامعية'' قد حدثتهم الأسبوع السابق عن الحملة، يقول الصبي ''المدرسة قالت نجيب كيس أبيض وكيس أسود، ونحط في واحد البلاستيك والمعدن، والتاني باقي الزبالة''.
ويقول ''حنفي''، منجد بمنطقة الدقي إنه رأى بعض من أفراد الحملة يلصقون البوستر أمامه، لكن الرجل الخمسيني لم يتحمس لفكرة فصل القمامة، كل ما يهمه أن محصل الكهرباء يتقاضي من 25 جنيها لصالح الدولة كل شهر فقط للقمامة، على الرغم من أن معدل استهلاكه للكهرباء 12 جنيه، يقول ''أنا ما بطلعش زبالة غير حبة تراب من تنجيد المراتب، ياخدوا 25 جنيه ليه، ده غير جنيه كل يوم لعامل هيئة النظافة لما يجي يشيل الزبالة''.
وفي مقابل ''حنفي'' يقف ''بسَام'' ليرتب قطع الأجنحة في محله ''طيور الأصدقاء''، رأى الشاب أيضًا بعض من متطوعي الحملة يلصقون البوستر أعلى جدارن حي الدقي القديم، دون الحديث معه عن فحوى الحملة وضرورة فصل القمامة، لا يرى الشاب في الحملة أي جدوى له، فهو يتخلص من فضلات المحل مثل أحشاء الفراخ وغيرها ببيعها لأحد التجار.
''أم حسن'' ربة منزل في منطقة الدقي القديم، لم تسمع عن الحملة، عبرت عن استغرابها بسؤال ''يعني ايه فصل القمامة''، بتقول أنه من الصعب تنفيذها ''إحنا هنعمل 100 كيس زبالة؟'' لترجع مسؤولية الفصل إلي عمال هيئة النظاف والتجميل ''والله هما ياخدوا الزبالة يعملوا بيها اللي هما عايزينه''.