كتبت-إشراق أحمد:
العربية الفصحى عشقهم، جمعهم مرسوم ملكي بموجبه احتضنهم مكان واحد تناوبوا عليه منذ 1934، حتى اللحد حملوا اللقب ذاته ''رئيس مجمع اللغة العربية''، صفًة وفعلًا مُنح لقب مجمع ''الخالدين''، 20 عضو تحت مظلة امتدت لثمانين عامًا منذ نشأة المجمع الواقع بمنطقة الزمالك، تولى رئاسته فيها ستة أفراد فقط من كبار مَن تُوجوا باللغة العربية لسانًا ورسالة ، لم يعلم عنهم الكثير لكن حفظ المجمع أسمائهم مانحًا لهم لقب يضاف لسيرتهم.
''محمد توفيق رفعت'' أول من ترأس المجمع منذ أن بدأ العمل 1934 وحتى وفاته عام 1944 عن عمر 63 عامًا، ويعد أصغر من تولى رئاسة المجمع وكذلك فترة تواجده بالمنصب، القاضي الشغوف بالأدب والعربية هكذا كان ''توفيق''، مزج بين التحاقه بكلية الألسن وعشقه للعربية ودراسة القانون بفرنسا والعمل بها لفترة من 1907 وحتى توليه رئاسة المجمع.
ويأتي عميد الأدب العربي ''طه حسين'' في المرتبة الثانية لمن احتضنهم مجمع ''الخالدين'' من حيث العمر وفترة توليه المنصب، قرابة العشرة أعوام منذ توليه خلفًا لـ''أحمد لطفي السيد'' في 1963 حمل ''حسين'' مسؤولية المجمع حتى وفاته عن عمر 84 عامًا في الثامن والعشرين من أكتوبر 1973.
عن عمر 92 عامًا وارى الثرى ''أحمد لطفي السيد''، بعد خلافته لـ''توفيق'' في رئاسة المجمع لما يقرب من 18 عامًا، فأبو الليبرالية كما يطلق عليه ثاني من تولى رئاسة المجمع في الفترة من 1945 وحتى 1963.
ومن إبراهيم مدكور أستاذ اللغة والفلسفة المتولي لرئاسة المجمع في الفترة من 1974 حتى 1995، والذي رحل عن العقد التاسع من عمره متضمنًا 21 عامًا قضاها رئيسًا للمجمع، إلى ''شوقي ضيف'' حامل الترتيب الخامس بين ''الخالدين''، زاد عن سابقه عام في الوفاة إذ رحل عن عمر 95 عامًا، تولى بها زهاء الـ31 عامًا رئاسة المجمع منذ 13 يناير 1910 وحتى مارس 2005.
وحمل لفظ المعمر ''محمود حافظ''، ''ذو المجمعين'' حيث تولى رئاسة كل من المجمع اللغوي والعلمي ليصبح الثاني بعد ''طه حسين'' في تولي المنصبين معًا، إذ مزج بين تخصصه في علم الحشرات ولسان العربية والأدب الذي أتقنه حتى وفاته عن عمر 99 عامًا، ليخلفه ''حسن الشافعي''، ليصبح الشيخ السبعيني أول أزهري يتولى المنصب في فبراير 2012.
''لأن عضو المجمع لا يُفصل ولا يمكن عزله بل يبقى حتى الممات'' لذلك يرجع تسمية المجمع بالخالدين حسبما قال ''محمد صالح توفيق'' العميد السابق لكلية دار العلوم-جامعة القاهرة-، فالأمر قانون أقره وزير التربية والتعليم التابع لها المجمع منذ نشأته وقت أن كان يطلق عليها وزارة المعارف، فلم يشهد المجمع عزل أو رحيل رئيس أو عضو قبل مماته غير الدكتور ''محمد الجوادي'' الذي سافر وقدم استقالته.
ورغم أن أساس نشأة المجمع لخدمة اللغة العربية وتعريب المصطلحات غير أن أستاذ اللغة يرى القرارات التي يتخذها المجمع ومن شأنها تطوير وضع العربية تحتاج لمن ينفذها ''لا ذنب لهم بل الدولة التي لا تنفذ''، مؤكدًا أن اللغة العربية محفوظة وباقية ليوم الدين ''مدام قد نزل بها القرآن الكريم فهي لغة خالدة'' وسيأتي زمن تكون به العربية كسابق عهدها قبل عام 1952 حينما كان يتحدث الجميع بالعربية الفصحى حسبما قال.
وأشار إلى أن الحرب الموجهة ضد اللغة العربية مصيرها إلى انهيار مدللًا أن حتى دعوة البعض لإحلال الحروف اللاتينية مكان العربية تأتي بحروفها ''هم أنفسهم يطالبون بذلك وهم ينطقون الحروف بالعربية الفصحى'' على حد قوله.