كتبت- يسرا سلامة:
من حملة إلي أخري، ومن مرشح إي آخر يتداولها جميع المرشحين إلي القصر، يتمسك المرشح بأحدها ليثبت مقياس شعبيته، ويلقف بآخر يقلل من قيمة مركزه أو شعبيته، ''استطلاعات الرأي'' ظلت محور لكشف شعبية المرشح، لكنها باتت أداة لحرب ''إعلامية'' بين المتنافسين، حتي قبل فتح باب الترشح للرئاسة.
عدد من المراكز قام باستطلاعات رأي لقياس شعبية المرشحين، منها مركز ''بصيرة'' الذي عكف علي دراسة شعبية المرشحين، وسؤال عدد من المصريين لمن يرونه يصلح لتولي رئاسة مصر، حيث أعلن أن حوالي 83 في المئة من المصريين ينوون المشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة، بينما أشار 12 في المئة بأنهم لا ينوون المشاركة في انتخابات الرئاسة، و6 في المئة لم يقرروا بعد.
كما أعلن ''بصيرة'' ارتفاع شعبية المرشح المحتمل المشير ''عبد الفتاح السيسي'' بنسبة تصل إلي 51 في المئة من العينة المستهدفة، ليأتي في المركز الأول يلحقه المرشح الذي أعلن خوضه في خوض انتخابات الرئاسة القادمة –حمدين صباحي، متقدمًا بنسبة 1 في المئة وفقًا للاستطلاع، تقول ''أماني عيان'' من مركز ''بصيرة'' إن الاستطلاع تم في شهر فبراير علي عدد 2062 مواطنًا.
ووفقًا لـ''بصيرة'' فإن الاستطلاع تم علي عينة عشوائية من المواطنين باستخدام الهاتف، وتشير ''أماني'' إلي أن الأمر تم طبقًا لأسلوب تتبعه جميع دول العالم في كشف شعبية المرشحين، وأن الاستطلاع وجد أن نسبة الشباب أقل من 30 سنة لا ينوون المشاركة في الانتخابات الرئاسة هي 18 في المئة، مقابل 9 في المئة من المشاركين من الفئة 30-49 سنة و50 فأكثر لن يشاركون.
حملة صباحي: ''حمدين'' متفوق في استفتاء المركز الدولي يقول ''عماد حمدي'' أحد المنسقين الإعلاميين في حملة حمدين صباحي لخوض انتخابات الرئاسة إن استطلاعات الرأي ليست حكم نهائي علي شعبية المرشح، ولكنها مجرد مؤشرات، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأي في مصر لا تراعي القدر الكافي من المعايير العلمية، بحسب رأيه، مصيفًا أن الحملة لا تقوم بأي استطلاعات رأي، لكنها تعرف شعبية المرشح من خلال ''طرقها الخاصة''.
فقد دلل ''حمدي'' علي ذلك باستطلاع '' المركز الدولي لحقوق الإنسان'' بحصوله علي نسبة 72 في المئة بعدد أصوات 45874، وجاء في المرتبة الثانية المشير عبد الفتاح السيسي، بنسبة تصويت 26.5 في المئة، وبلغ عدد المصوتين 16901.
وأشار منسق حملة ''صباحي'' ردًا علي استطلاع ''بصيرة'' إلى أن ذلك المركز هو الذي أشار سابقًا لحصول ''أبو الفتوح'' قبل انتخابات الرئاسة علي 1 في المئة، وقبلها أن 60 في المئة من الشعب لديهم شعور بالرضا عن أداء حكومة ''مبارك''، بالإضافة إلى أن صاحبه هو ''ماجد عثمان'' أحد رجال الحزب الوطني السابقين، بحسب قوله.
حملة ''كمل جميلك'': المشير الأول بـ''الشارع'' لا الاستطلاعات المستشار ''رفاعي نصر الله'' مؤسس حملة ''كمل جميلك'' -حملة غير الرسمية لدعم ''السيسي'' في انتخابات الرئاسة القادمة- يقول إن الاستطلاع الذي يعطي لـ''صباحي'' نسبة أكبر من المشير، هو استطلاع غير منطقي وغير وطني، واستطلاع ''وهمي'' كما قال.
ويري مؤيد ''السيسي'' أن حتى استطلاع الرأي الذي أعلن عن تفوق المشير بنسبة 51 في المئة مشكوك في أمرها، لأن نسبة تأييد ''المشير'' أكبر من ذلك في الشارع المصري، ويقول ''لو المشير واخد 51 في المئة مش هندعمه''، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأي التي كشفت عن تقدم ''حمدين'' تم استبيانها من داخل الإخوان، بحسب رأيه، ويضيف أن حملة ''السيسي'' بها 7 آلاف متطوع لم يصل لأحدهم ولم تصل له أيضًا أية استطلاعات، وأنهم جزء من المجتمع المصري لم يصل إليه أي استبيان، وأن الاستطلاعات التي تستبعد ''السيسي'' هي غير مصرية بطبيعة الحال. ويقول ''الاستطلاعات دي بعيدة عن الواقع، احنا لما بنزل بـ''دي جي'' عليه تسلم الأيادي، ما بنعرفش نقف من تهافت الناس علينا'' في إشارة لتأييد المشير، بحسب رأيه.
خبير إعلامي: استطلاعات الرأي تستخدم كدعاية
يوضح الخبير الإعلامي ''ياسر عبد العزيز'' أن الأليات التي تكمل نزاهة الاستطلاعات هي وضوح اسم المؤسسات التي تقوم بالاستطلاع، ووضوح طبيعة تمويلها، بالإضافة إلي وضوح العينة المستخدمة والإجراءات المنهجية التي خضعت له الدراسة، والاسئلة التي تم توجيها إلي تلك العينة.
ويضيف الخبير الإعلامي أن وسط غياب قواعد التنافس النزيهة يتم استخدام استطلاعات الرأي كوسيلة للدعاية، مشيرًا إلى أنه أمر ''خطير ومعيب''، وأنه لا يجوز أن يتم نشر النتائج في الأوقات التي يحدد فيها الناخبون مرشحهم النهائي، لأن تلك الاستطلاعات هدفها توضيح حظوظ المتنافسين وليست للدعاية.