أمستردام – (هنا صوتك):
رجاء فلكاطة - على الرغم من كوني ولدت وترعرعت في هولندا، إلا أنني لم أشارك أبدا في أي مأتم (عزاء) غربي، فقط مآتم إسلامية. ولحسن الحظ لم يكن أي منهم يعود لأشخاص مقربين لي. الحمد لله ما زال والداي على قيد الحياة. لكنني شاركت في مآتم الأعمام والأجداد والجدات أو قمت بزيارات لأشخاص فقدوا أعزاء لهم. وكل شخص من خلفية إسلامية يدرك كم أن الحداد الإسلامي مثقل بالعواطف، الكثير من الدموع (منطقي)، والكثير من الدراما (أيضا منطقي).
كل ما أعرفه عن المآتم هو أن النسوة تكاد أن تقتلع شعر رؤوسهن وترتمين على الأرض من الحزن. أمر شديد الصعوبة أن يموت من تحب- لكن الموت مصيرنا جميعا، وإذا سارت الأمور بشكل جيد، سوف نلتقي بمن نحب من جديد في الآخرة.
هذا الأسبوع، شاركت ولأول مرة في جنازة غربية، وتعرضت لصدمة ثقافية: كانت المناسبة تشييع سيدة سورينامية خصصت سنوات طويلة من حياتها لتعزيز التنوع والتعددية الثقافية في المجتمع. كانت إنسانة ودودة ومحبوبة جدا، وفي الكنيسة كان هناك حوالي 700 شخص حضروا لوداعها الأخير، حيث كانت مسجاة هناك داخل النعش.
لم أصدق عيني، فقد ألقى متحدث تلو الآخر كلمات الرثاء الجميلة، وأنشد ورقص أعضاء الجوقة الكنسية احتفالا بالحياة ولشكر المرأة على جهودها خلال حياتها. كان هناك القليل من الدموع، والكثير من الضحك.
هذا احتفال! هناك فرق بين الناس في الحياة، وكذلك عندما يموتون، وكيفية تعاملهم مع هذه الاختلافات- أجد ذلك أمرا جميلا. أنا أحترم ثقافتنا حيث يعبر الناس عن حزنهم بطريقة مختلفة، لكن غالبا ما ضايقتني حقيقة أن النساء المسلمات لا يسمح لهن بالذهاب إلى القبر أثناء الدفن. هذا الأسبوع وقفت قرب القبر أثناء دفن المرأة ورميت وردة على نعشها وشكرتها على مساعدتها لي.
سوف يسعدني كثيرا أن تتمكن النساء المسلمات من كسر هذه القواعد، وفرض مشاركتهن أثناء الدفن، ولكن، ربما نحن كمجتمع مازلنا غير مستعدين بعد لهذا التغيير.