كتبت – دعاء الفولي:
كان الشاب ذو السبعة عشر عامًا يرسم جزءًا من قصر الأمير طاز، بينما يجلس بداخله، ومع الرسم يتشبع بجمال الأثر، يطير من قلعة إلى مبنى إلى مسجد وكنيسة قديمة، يستشعر روح التاريخ، يجدها مكتملة أحيانًا، أو ناقصة عندما يُستبدل الجمال بالإهمال، لم يُعجب ''صلاح الناظر'' بالحال، قرر بدء حملة للتوعية بالآثار المصرية منذ 2008، ثم تعريف الناس بالآثار التي لا تهتم بها الدولة، حتى تدمر بعضها، واُغلق الآخر.
''القاهرة التاريخية'' هو اسم الصفحة التي أنشأها ''الناظر'' و''كريمة عبد الجواد'' على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يرغبان بها توصيل أكبر قدر من المعلومات للناس عن الآثار المصرية، خاصة التي لا يعرفها الكثيرون، رغم أن صاحب فكرة الصفحة لم يتخرج في كلية الآثار ''خريج خدمة اجتماعية وعندي دراسات حرة في الفنون الجميلة لكن مهتم بالآثار''، أما شريكته فيها فقد تخرجت في كلية الآثار.
''انا اللي بصور الآثار وبنزل بنفسي''، قال ''الناظر''، الصور التي يلتقطها للآثار المُهملة، تأتيه أخبارها من أهالي المنطقة أو المعارف، مرات كثيرة نشر الشاب العشريني مشاهد للإهمال بالمناطق المختلفة ''ومحدش من المسئولين اتحرك''، لا تتوقف مهمته على نشر الصور فقط، بل حاول التواصل مع العاملين بوزارة الآثار، ليأتي الرد سلبيًا ''مسئولي الآثار للأسف معندهمش فكرة عن الحماية، يعني عشان ننقذ الأثر لازم نستأذن مش عارف كام جهة.. المسئولين قاعدين على المكاتب''.
عدة أمثلة ذكرها الشاب العشريني على الإهمال، أقربها مسجد ''طنبغا المارداني''، الذي يرجع تاريخه إلى 1340 ميلاديًا، ويقع بالدرب الأحمر، ويعاني من تساقط أجزاء منه ''الجامع دة مفروض يتم إنقاذه من الأوقاف والآثار ودة محصلش''، شارع المعز بالقاهرة الفاطمية أيضًا كان من المفترض إغلاقه أمام السيارات ولم يحدث ''قالوا الشارع هيتقفل وزيارة رايحة ويضحكوا علينا بزيارات مفاجئة والواقع مفيش حاجة بتحصل''.
ردود أفعال زوار الصفحة تتضامن مع اهتمام الشاب والفتاة بالآثار، على حد قوله، خاصة المُغلقة دون سبب واضح ''الأهالي مستعدين يطالبوا بفتح الأثر مرة أخرى عشان يستفادوا بأنشطته''، بالنسبة ل''الناظر'' و''عبد الجواد'' فدور المسئولين يتراجع ولذلك سيستمران بتوعية المواطنين بالآثار وأماكنها وتاريخها حتى إشعار آخر، رغم ذلك لا تنقل الصفحة السلبيات فقط، فأحيانا يقومان بتصوير الآثار التي يتم ترميمها لتعود قريبًا، كقصر السكاكيني بمنطقة الظاهر.