كتبت – دعاء الفولي:
''مش غلطانة''، ''مش خايفة''، ''مش مكسوفة''، كلمات كُتبت بألوان مختلفة على بوستر نشرته حملة ''خريطة التحرش الجنسي''، فتيات يحاولن الوقوف أمام ظلم التحرش، بطرقهم الخاصة يعترضن على الصورة التي وضعهن المجتمع بداخلها، يتمردن على القول إن الفتاة لن تستطيع اتخاذ موقف جريء لأنها كائن ضعيف، يفعلن ذلك بحملة جديدة أطلقوا عليها اسم ''مش ساكتة''.
قالت ''إباء التمامي''، مسئولة التنسيق والإعلام، لحملة ''خريطة التحرش الجنسي'' التي دشنت ''مش ساكتة''، إنها تهدف التوجه إلى المجتمع المصري ككل، لتحفيزهم على التدخل الإيجابي حال حدوث التحرش للفتيات ''ومع الوقت اكتشفنا إن البنات بدأت تقدم بلاغات ويبقى ليها ردود أفعال أقوى''، سلبية بنات المجتمع المصري، أكثر ما يؤرق شباب الحملة أثناء التوعية ''غير تابوهات المجتمع إنه عيب البنت تتكلم أو تقول عن اللي حصلها''.
كسر التابوهات الذي تطمح إليه الحملة، يبدأ من اعتراف الفتاة أنها تعرضت لتحرش ''بنقول للبنات أنهم يحكو سواء على الانترنت أو يحكوا لأهلهم أو المقربين''، وينتهي بتشجيع الفتيات على تقديم بلاغات في القسم ضد المتحرشين ولو لفظيًا ''عندنا بوسترات الحملة فيها أفكار مختلفة موجهة للبنات''، منها أيضًا وجود مراكز حقوقية مختصة بتأهيل الفتيات نفسيًا أو دعمهن قانونيًا عقب حالات التحرش ''وبنقولهم لازم تجبروا الناس في الشارع يدافعوا عنكوا أو تطلبوا منهم''.
من المحرمات الاجتماعية التي تهدف الحملة لكسرها، هي أن الدفاع عن البنت لا يأتي إلا من قبل الرجال ''البنات 48% من المجتمع مينفعش التعويل يبقى على الرجال فقط''، بعض المواقف روتها البنات المتابعات للحملة حاولن فيها التعامل مع التحرش ''فيه بنت حكت إنها كانت بعربيتها ولقت واحد بيتحرش بواحدة لفظيًا فوقفت بالعربية جنبه ونزلت وقفت معاها لحد ما مشي''، رغم ذلك لا تعتبر ''التمامي'' أن حملتهم ''نسوية''، لكنها تتوصل لطرق جديدة للتعامل مع الأزمة على حد قولها ''سهل نقنع البنات إنهم يدافعوا عن البنات'' في حدود الاستطاعة، فثمة أوقات لا يمكن أن تتدخل فيها الفتاة لصالح أخرى ''في الحالة دي بنقولهم نبهوا المارة يتدخلوا على الأقل''.
بدأ متطوعون الحملة في التحرك على الأرض، بين توزيع بوسترات ''مش ساكتة'' وتوعية المارة ''بيردوا على مبررات الناس على التحرش وبيقنعوهم إن المتحرش هو اللي غلط بنسبة 100%''، بينما تبدأ الفتيات في كتابة ردود أفعالها تجاه التحرش على بوستر الحملة سواء فعلته أم لم تفعل بعد ''عندنا 1000 متطوع في 17 محافظة''، بالإضافة لبعض الفيديوهات التي صورتها الفتيات لأنفسهن تحكين فيها تعرضهن للتحرش ''وبتحكي لو خدت موقف عملت ايه''، وعلى مستوى الانترنت هناك هاشتاج ''مش ساكتة'' و''مش ساكت''، يروي فيها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما فعلوه لمواجهة ظاهرة التحرش.
لم يتوقف الأمر على الحملات التي يحاول أصحاب فكرة ''خريطة التحرش'' إنجازها، بل هناك دورات تدريبية للدفاع عن النفس حال التحرش يتم تخصيصها للبنات مع حملة أخرى تسمى ''إجمدي''، لتكون تلك المرة الرابعة لانعقاد الدورة ''كل مرة بيحضر معانا من 300 ل500 بنت''، ويتم تجديدها كل فترة.