كتب-نوريهان سيف الدين:
يوم أوشك أن تنطوي صفحته من أجندة العام لدى الشعب المصري، بدأ بترقب وحذر وأمل وخوف واستعداد للاحتفال، اتسعت الدائرة لتشمل ''المحتفلين بالذكرى'' و''المترقبين للأحداث''، وبين هذه وذاك؛ مر 19 مارس 2013 على المصريين، ليتوحد اليوم وتختلف التوجهات.
''تهاني'' و''ورد'' و''فيسبوك ستاتيوس'' في ذكرى استعادة طابا
ربع قرن يمر على ذكرى استعادة ''طابا'' المصرية من يد السيطرة الاسرائيلية، سيطرة على مدينة ومعبر حدودي حيوي انتهت بـ''معركة التحكيم الدولي''، واضافت نقطة تذكر لصالح الجانب المصري، تمر السنون ولا يبقى من المكان سوى ''أخبار المعبر الحدودي''، ويكاد ينشغل الجميع عن ذكرى استعادة قطعة هامة من أرض الوطن.
تقليد عسكري، أكاليل ورد توضع صباحا على نصب ''الجندي المجهول''، اكتفى ''المشير السيسي'' بإنابة قادة المناطق المركزية بالجيش بوضعها على كل قبر للجندي المجهول بمحافظتهم، واكتفت الأنباء الصادرة من الإذاعة والتليفزيون على ثمة ''تهاني'' بمناسبة تلك الذكرى، في حين اشتعلت في ذاكرة زوار ''فيسبوك وتويتر'' من باب ''التحية للجيش''.
''إنجازات مبارك'' كانت حاضرة في هذا المشهد، واتخذها مؤيدو الرئيس الأسبق للحديث عنه، فمن تدوينات ''سامح أبو عرايس'' المشتهر بتحليل نظريات المؤامرة ''الماسونية''، إلى وقفات محدودة أمام المستشفى العسكري بالمعادي، كلها ترفض محاكمة ''مبارك'' في يوم استعادته للسيادة المصرية على طابا.
''غزوة الصناديق'' وذكرى استفتاءات على الدستور
اصابع مغموسة في الحبر الفسفوري، فرحة بإزالة نظام وثورة شباب تملأ الأجواء، تلبية أول نداء للتوجه صوب صناديق الاقتراع، محاولة الاتزان بين سماع من يشدون الآذان للتصويت بنعم أو لا للدستور، وتخرج نتيجة أول استفتاء على تعديل الدستور بعد ثورة 25 يناير 2011 في مثل هذا اليوم معروفة جماهيريا بـ''غزوة الصناديق''.
على فيسبوك وتويتر، انطلق ''هاشتاج #19march''، ومن خلاله قالت ''هند هشام'': ومن يومها والشعب بيروح الجنة ع الأقل مرتين في السنة. ربنا ما يقطع له عادة''، وقال ''رامز الأبنودي'': ''دي خطوة كان لابد منها عشان الناس تفهم كيف يتم غسل النافوخ بالدين''.
شهر مارس لم يكن التاريخ الأول للمقابلة بين المصريين والتصويت على الدستور، فسبقه تاريخان في نفس هذا الشهر شهدا أيضا نفس الهدف ''التعديل والتصويت على وثائق دستورية، كان أولها في الـ30 من مارس 1986، وصدور ''بيان 30 مارس'' كوثيقة دستورية في مصر، ردا على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات المصرية بعد هزيمة يونيو 67، والتاريخ الثاني كان في 26 مارس 2007، وهو الذي شهد تعديلات ''مبارك'' على 24 مادة دستورية، ألغت اشتراكية الدولة وحثت على ''المواطنة'' وحظرت قيام الأحزاب الدينية، كما نصت على إنشاء لجنة عليا مستقلة للإشراف على الانتخابات تكون لها صلاحيات مطلقة.
حكمت المحكمة في ''أبو زعبل وخلية السويس''
ترقب ساد المشهد زاوية أخرى من زواياه، حبس للأنفاس لسماع الحكم في قضيتي ''سيارة الترحيلات'' و''خلية السويس''، فالأولى صدر فيها الحكم بالسجن 10 سنوات لمأمور قسم مصر الجديدة، وسنة مع إيقاف التنفيذ لضابط الشرطة، أما الثانية فالحكم فيها على 26 متهما كان بـ''الإعدام شنقا''.
التعليقات على فيسبوك وتويتر تباينت بين مؤيد لحكم القضاء في حكمه على الخلية الارهابية، ومطالب بتشديد العقوبات للمتعديين على منشآت الدولة، وبين استهجان واتهام بتلفيق القضية، ''سماح87'' على تويتر كتبت عن الحكم في قضية ''خلية السويس'': ''الحكومة الجديدة جاية تضرب بيد من حديد قرارات الوزارة وازالة التعديات وأحكام القضاء. يالا خلونا نفوق شوية''، في حين كتب ''محمد محمد'' قال: ''حلقة جديدة من حلقات القضاء الشامخ''، في حين كادت التعليقات أن تتفق حول ''قضية سيارة الترحيلات''.
19 مارس: الثورة تتحد و''ممنوع نزول الحرائر''
''ايفينت'' جديد كان سببا في تحرك بعض قوات الأمن لمنع قيام تظاهرات تكدر السلم العام، شعار مرفوع ''موجة ثورية جديدة في تاريخ أول محاولة للانقلاب على الثورة''، ودعوات بالنزول للميادين من جديد للمطالبة بالشرعية، تعليقات على فيسبوك تراوحت بين السخرية من النداء على شرعية سقطت ولن تعود، وبين الصبر والاحتساب وسط أعداد متزايدة من المعتقلين المقبوض عليهم.
''ممنوع نزول الحرائر'' نداء وجهه القائمين على هذه الفاعليات منعا من تعرض الفتيات للضرب أو الاعتقال، وهي الفاعلية المقامة بعد صلاة العصر بمسجد بخيت بميدان الحلمية، في حين توالت التدوينات على الصفحة تفيد متابعيها بأماكن توجه المسيرات وكثافتها، وأماكن الاشتباكات.