كتبت - رنا الجميعي:
امتلأ الميدان بالزحام عن آخره، يتوسطه مسجد الفتح الذي دارت حوله إحدى مشاهد العنف سابقًا، أعلى صوت بميدان رمسيس كان للباعة الجائلين الذين انتشروا بعد الثورة، كردون أمني يحيط بقسم الأزبكية، يظهر على القسم محاولات تجديده، يُضاف إلى سوره مستوى أعلى، علّه يحميه من الاستهداف مجددًا، الكردون يمنع السيارات من العبور بجواره، يُسمح فقط بالمشاة، وعلى الجانب الآخر تمر المواصلات، القسم الذي شهد محاولات للحرق والاقتحام أكثر من مرة كان القائمون عليه متوجسين، لا يتوقفون عن الحركة حوله إمعانًا في التأكد من استقرار الوضع.
منذ عشرين عامًا يُجاور "عادل رمضان" قسم الأزبكية "أيام حبيب العادلي كنت بحس بالأمان" متحسرا على ايام مضت "أمين الشرطة كان ليه هيبة زمان"، يعتقد "رمضان" أن الوضع الحالي للأمن سيء وليس في طريقه للتحسن، يضايقه التواجد المستمر للباعة الجائلين بالمنطقة "المشكلة بيبقى معاهم أسلحة".
يتواجد الكردون الأمني حول القسم منذ أن تواترت الأقاويل حول استهدافه "دلوقت معرفش أركن العربية جنب الشغل، إلا لو لقيت حد أعرفه من القسم يخليني أركنها"، لم يُفكر صاحب "المحمصة" في الاستغاثة بالأمن، حينما يشتد العنف أو تمر بجواره إحدى التظاهرات "بقفل المحل وأروح".
في الشارع الذي سُمي القسم باسمه، يجلس "محمد حسين" أمام محله لقطع غيار السيارات، بجواره جزء آخر من محله ولكنه مغلق وبه فراغ بسبب رصاصة قدمت من فوهة مسدس وقت أحداث مسجد الفتح منتصف يوليو الماضي "كنا بنقفل المحل ونمشي وجينا تاني يوم لقينا رصاصة جت في المحل"، حالة من عدم الأمان دفعت "حسين" لإغلاق نصف محله بينما يبقى الآخر مفتوح "عشان نقدر بسرعة نقفل لو حصل قلق تاني".
عادات أصبحت لصيقة بالرجل الخمسيني كتعوده على حال العمل الذي قلّ منذ الثورة، والقلق الذي يحيط بالمنطقة "حتى أيام الجمعة بقينا بنشتغل عادي"، حتى أنه لم يعد باستطاعته التحرك بسيارته "بقيت بركب المترو".
يتقبل "ميشيل أنيس"، مالك شركة للاستيراد، الوضع الحالي "أنا متقبل أي حاجة بعد الاخوان"، معتقدًا أن تعامل الأمن أصبح أفضل "بقى فيه احترام مش زي أيام المجلس العسكري ومرسي".
يفتخر الرجل الستيني بتعامل قوات الشرطة من قسم الأزبكية في أحداث مسجد الفتح "قدام القسم كان موجود عناصر قوات خاصة وتصدوا للموقف بمهارة"، ولم يقصر الأهالي -على حد قوله- في مساعدة الأمن "كان فيه مقاومة شعبية كمان"، ورغم تعسر حال العمل يتمنى أن تتبدل الأحوال "أهم حاجة البلد تستقر".