كتب- محمد منصور:
31 عامًا مرت على ولادة الفنان الإنجليزي ''نيل هاربسون''، الذي أُصيب بمرض نادر فور ولادة يجعله لا يستطيع إدراك العالم المُحيط به سوي بلونين فقط ''الأبيض والأسود''، وهو الأمر الذي جعله يكافح طيلة عمره لرؤية الطبيعة، فالجميع يتحدث عن زرقة السماء؛ إلا هو، فالسماء بالنسبة له ''رمادية'' اللون، والأرض ''سوداء'' والطبيعة المحيطة ''بيضاء''.
قبل 10 سنوات، وفي محاولة منه لرؤية ما يراه الآخرون، قام ''نيل'' بارتداء عين ''إليكترونية'' تلتقط ترددات اللون وتحولها إلى ذبذبات صوتيه تمكنه من استشعار اللون الذي ينظر إليه، إلا أنه وبعد سنوات؛ تمكن من إقناع أحد الجراحين بزراعة ''هوائي'' في رأسه بشكل دائم لجعله ''عين ثالثة'' تحول الترددات اللونية إلى ذبذبات صوتيه وتقوم بإيصالها بشكل مباشر إلى المخ عبر تجويف في الجزء الخلفي من جمجمته.
الهوائي الجديد الذي يُطلق عليه ''عين سيبورج'' ينقل كل البيانات إلى دماغ الشاب الثلاثيني عبر تقنية الواي فاي، وهو الأمر الذي يجعل الدماغ قادرة على تمييز الأطياف اللونية بشكل أفضل وأكثر دقة، حسب قول ''مارينا فيدا'' مديرة المشروع، والتي تري أن العين الجديدة ستتيح لألوف البشر المصابين بعمي ألوان رؤية أفضل وأكثر طبيعية.
المعروف أن لكل لون طول موجي معين ومختلف عن بقية الألوان، وهذا يعني أن لكل لون اهتزاز مختلف يتيح للشخص الطبيعي تمييزه، وهو الأمر الذي يعتمد عليه الجهاز المزروع بجمجمة ''نيل'' الذي خضع لعملية الزراعة بمستشفى خاص في مدينة برشلونة الإسبانية، ويأمل الباحثون أن تساهم تلك التقنية في ''توسيع نطاق الحواس البشرية'' عن طريق إدماج أجهزة خارجية داخل الرأس البشري.