كتبت- إشراق أحمد:
مسافة يقطعها ''شهاب الدين جميل'' من سوهاج إلى القاهرة، كلما احتاج كتاب في مجال تخصصه ''الكمبيوتر'' الذي برع فيه، حتى صار معلمًا لغيره، أو غيرها من الكتب، فلا بديل لدى الكفيف القاطن بمنطقة الصعيد للحصول على مبتغاه من الكتب غير الدراسية إلا السفر إما لمنطقة قريبة كأسيوط بالنسبة لـ''جميل'' أو العاصمة فضلًا عن التكلفة الباهظة.
مشكلة قرر مجموعة من الشباب العاملين والمتطوعين بمركز الإعاقة البصرية بسوهاج، إيجاد حل لها، خاصة بعد تعدد المطالبة من قبل المكفوفين المتعاملين معهم بالمركز عبر استمارات استطلاع عبرت عن حاجتهم لقراءة كتب متنوعة كالروايات وليس الاستماع إليها كما هو متوافر بالعديد من المواقع، فكانت الفكرة بإنشاء مكتبة.
''أنا أرى'' حملة جاء إطلاقها لدعم المكفوفين ومساعدتهم على القراءة بعد أن واجه الشباب الذي يعمل بالمركز منذ إنشاءه في 2011، مشكلة توفير أكبر عدد ممكن من الكتب الثقافية لتتيح إنشاء مكتبة، وكذلك عدم توافر الكتب بصيغة الـ''word'' المناسبة لتحويلها إلى طريقة ''برايل''، فإذا كان الأمر متاح حينما كان الاعتماد على كتابة المقررات الدراسية المحتاج إليها الكفيف، غير أن مع طرح الفكرة بات صعبًا شيئًا ما.
''من حق الكفيف أنه يقرأ'' هدف وضعه الداعين للحملة، خاصة مع ارتفاع تكلفة أي كتاب يريد الكفيف الحصول عليه إذ تصل إلى 200 جنية وأكثر من ذلك حسبما قال ''محمد جاد الله'' منسق الحملة، وهو الأمر الذي يمنع الكثير من فاقدي البصر التوقف عن الدراسة بعد المرحلة الثانوية ''الطلبة لغاية ثانوي بيقرأوا الكتب ببرايل''، بعدها يصبح الحصول على كتاب مهمة صعبة، فحتى الوقت المستغرق لتحويل كتاب واحد إلى طريقة برايل يصل إلى 15 يوم.
لذلك جاء طرح الحملة على ''فيسبوك'' لتصل إلى أكبر عدد من المشتركين، فضلًا عن تنوع الكتبن ولم تتوقف الدعوة على المساعدة في تجميع الكتب، بل وضع القائمون أكثر من بديل لها، فإن لم يتواجد كتاب بصيغة الـ''word'' لدى المنضم إلى الحملة، يمكنه أن يشارك الأصدقاء والمعارف لكتابته بتلك الصيغة، و''لو شايف الشغلانة دي صعبة عليك بس أنت عايز تشارك''، فنشر الفكرة إذن هى الملاذ لك للمساهمة في تحقيق الهدف بتجميع 250 كتاب بطريقة برايل تشكل مكتبة لأبناء الصعيد.
''البداية هتبقى في المركز بسوهاج ولو نجحت هنتوسع لمحافظات الصعيد'' قال ''جاد الله'' خاصة أن مركز ''الإعاقة البصرية'' يخدم كذلك منطقة أسيوط وقنا، مشيرًا إلى تجميع 15 كتاب مناسب حتى الآن، وأن عدد الكتب الموضوع كتجربة أولى إذا لقت النجاح يزيد العدد، وكذلك مهلة الحملة التي حددها القائمون في غضون شهر، فالمراد أن يقرأ الكفيف كتاب مختلف وليس الاستماع إليه كما اعتادوا، والهدف كله إحساس الكفيف بأن ''من خلالكم بشوف كتب تانية''.