كتبت- يسرا سلامة:
كانت مثل غيرها ممن استمعوا إلى خطاب المشير ''عبد الفتاح السيسي''، مطالبات بالتقشف جاءت من خطابه حتي ذكره للطالب الجامعي، وأن يأخذ الطريق إلي الجامعة سيًرا علي الأقدام؛ توفيرًا للنفقات، ومساهمة منه في التقشف، لكن ''دعاء الطويل'' قررت أن تنفذ الأمر، وتسير من باب الجامعة حتي باب غرفتها في منزلها.
مطالبات التقشف التي سمعتها ''دعاء'' كانت محلًا للسخرية لها، حتي طبقت الأمر بنفسها، بعد أن سمعت عنه تهكمات عديدة عبر أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، لم تفلح ''دعاء'' في صباح يومها من الذهاب إلى الكلية سيرًا، ''أنا كدة كنت هتأخر علي المحاضرات، معلش يا سيادة المشير، هنخلي الموضوع لبعد المحاضرات'' هكذا تحدثت ''دعاء'' الطالبة في السنة الثالثة بكلية الفنون التطبيقية، حتي انتهائها من المحاضرة، قررت أن تطبق ''النصيحة''.
''أنا لاقيت الجو كمان حلو وعاجبني وعايزة اتمشي'' تقول ''دعاء'' عن أسباب سيرها من الكلية إلى منزلها، مسافة تأخذ حوالي ساعة وربع الساعة، من مقر كليتها في جامعة القاهرة، حتي سكنها في مساكن فيصل، ''أنا النهاردة تقشفت وروّحت من الكلية مشي اه والله، أظن إني كده بقيت بحب مصر ومحدش يقدر يزايد عليا طول عمري''، كتبت متهكمة على حسابها عبر ''فيسبوك''.
لم تخبر الطالبة أحد من زملائها عن نيتها في تنفيذ الفكرة، تقول ''أكيد محدش هيرضي يجي''، حتي نفذتها قاطعة الطريق، وتشكو من التحرشات والمعاكسات التي واجهتها، خاصًة أعلي كوبري فيصل، من بعض سائقي الميكروباص أو الملاكي، تقول ''كانوا فاكريني من الصين'' في إشارة لشعرها القصير وملاحمها القريبة منهم.
وعلى عكس المعاكسات في الطريق، شعرت الفتاة في رحلتها من الجامعة إلي المنزل سيرًا علي الأقدام بأن راكبي السيارات يشفقون عليها، منهم من عرض عليها –خاصةً سائق تاكسي أجرة أعلي كوبري فيصل- أن يقلها دون أموال، وقالت ''افتكروا أني مش معايا فلوس، وفي عدد اتنين عربية ملاكي وقفولي وعرضوا عليا اركب معاهم''.
بعض من قطرات المطر القليلة تركت أثرها على شعر الفتاة، تقول الفتاة متهكمة ''مطرت شوية صغيرين متقشفين.. علشان متبوظليش شعري تقريبا'' ، قالتها ''دعاء''، مضيفةً أن عدد من صفحات الفيسبوك تهكم على تجربتها.
وبعد التجربة، لم تر الفتاة أن الأمر نجح في التقشف، فتقول ''الطويل'' ''وأنا في الطريق للجامعة عطشت جدًا واستريت حاجة ساقعة ب3 جنيه، وأصلًا المواصلة تقريبًا بجنيه واحد، فكدة التقشف منفعش''، وأضافت الفتاة أن عدد من الميكروباصات كانت فارغة من الركاب، وهو ما رأته لا يفلح في موضوع التقشف.
''السخرية'' ..كانت ما لاقته ''دعاء'' من شقيقتها حين وصفت لها الأمر، وأصدقائها حين علموا بما قامت به، تقول ''أصحابي لما سمعوا الموضوع، ضحكوا وطلبوا مني لما اجي اتقشف تاني اقولهم، عشان يجوا معايا''.
''والله أنتي رايقة يا أستاذة'' تعليق ذكره ''أحمد رؤوف'' تعليقًا علي تجربة ''دعاء''، بجانب انتشار صورتها علي صفحات من مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، وعلقت ''دعاء'' علي ذلك :''أنا مش شايفة مشكلة أن أي حد يشير صورتي وقصتي، لإن ببساطة معاهم حق، موضوع التقشف ده ما ينفعش