كتبت - نوريهان سيف الدين:
عقارب الساعة تقترب من تمام التاسعة، جلست أمام شاشة التليفزيون تتقلد يداها ''الريموت''، تغير القناة لتشاهد ''نشرة التاسعة مساءً''، إلا أنها لم تذاع، تعيد فر القنوات وتأتي بالقناة الأولى، فإذا بالنشرة قد بدأت بالفعل دون أن تبدأ على نظيرتها ''الفضائية المصرية''، وبدأ بدلا منها أحد برامج ''التوك شو''.
الإعلامية وقارئة النشرات
بالتليفزيون المصري ''لمياء موافي''، كتبت من خلال صفحتها الشخصية على فيسبوك تقول بأن تغيير مواعيد النشرات الإخبارية أو إلغائها على قناة –حتى وإن كان في مقابل إطلاق برنامج جديد- يعد قضاء على تراث اعتاد عليه مشاهدي ماسبيرو، وهو الرأي الذي أيدها فيه بعض زملائها من العاملين بقطاع الأخبار والتابعين لصفحتها.
الإعلامية المذيعة ''نيرمين
البيطار''، قالت: ''يوم السبت الماضي كانت أولى حلقات برنامج (مصر البيت الكبير)، وكانت المرة الأولى لتغيير موعد النشرة بعد سنوات من انضمام بث وإرسال القناتين الفضائية المصرية والاولى المذاعة على القمر الصناعي''، وهو اليوم الذي صادف (الشيفت) الخاص بها، فما كان من مدير النشرة إلا أن خصص الوقت من الثامنة مساءً لتقديم ''الموجز'' على الفضائية المصرية، ليقدم في التاسعة على نفس القناة البرنامج الجديد، في حين انطلقت على ''القناة الاولى'' نشرة أخبار التاسعة بنفس طاقم النشرة، وهو ما علقت عليه بـ''النشرة كلاكيت تاني مرة''.
حركة تنقلات داخل ماسبيرو صاحبها تغيير في الكوادر الإدارية والإعلامية، فضلا عن تعديلات بخريطة البث، أجرتها وزيرة الإعلام الدكتورة ''درية شرف الدين''، وهي الحركة التي أبدلت الإعلامية ''صفاء حجازي'' بالأستاذ ''خالد مهنى- رئيس الأخبار المرئية''، ليبدأ مباشرته للقرار الذي وقعت عليه ''حجازي'' بتعديل خريطة النشرة عن موعدها الأصلي، وفصل إرسال القناتين المنضمتين في أوقات النشرات الإخبارية والبث المباشر.
''مهنى'' قال: ''وزيرة الإعلام ورؤساء القطاعات المختصة رأوا الصالح العام في إطلاق برنامج جديد تنتجه شركة خاصة بالخارج، من أجل جذب المشاهد مرة أخرى للتليفزيون المصري بعد أن استولت عليه برامج الفضائيات (التوك شو)، والبرنامج هدفه التواصل مع المصريين بالخارج، وبعد بث الحلقة الثالثة منهن لازالت أصداء وردود فعل المشاهدين تتجاوب معه سلبا أو إيجابا''.
وأضاف رئيس الأخبار المرئية الجديد قائلا: ''طبيعي إن المشاهد ارتبط بنشرة التاسعة خصوصا المواطن البسيط الراغب في معرفة أخبار البلد من اعلامها الرسمي، لكن التعديل جعل نشرة الثامنة بمثابة (موجز وافي)ن والنشرة كاملة يقدمها نفس الطاقم تذاع على الهواء مباشرة في تمام التاسعة على القناة الاولى''.
''بنتحاسب بالشيفت مش بالنشرة''، تعليق ''نيرمين البيطار'' على تكرار اذاعة النشرة الواحدة، وقالت: ''جدول توزيعنا الاسبوعي بيتضمن ساعات عمل محددة من الممكن أن نقدم فيها أكثر من نشرة وموجز إخباري على مدار الساعة، مثلا أنا الشيفت بتاعي يوم التغيير الأول بدأ من الساعة 5 عصرا، والمستهدف منه تقديم نشرة 9، فبنقدم النشرتين بنفس الأجر حتى الآن''.
''الخريطة الجديدة'' والتعديلات بناء على قياس تفضيلات الجمهور، علقت عليها ''ثناء فوزي'' بمكتب إدارة الاخبار بماسبيرو، قالت أنها لازالت في فترة تجريبية، إلا أن على صعيد المشاهد، انقسمت الآراء في تعديل موعد النشرة التراثي، ''أحمد مصطفى- مونتير ومخرج'' علق قائلا: ''هو مين لسه متابع التليفزيون أو النشرة''، بينما كان رأي ''هيثم وجيه- طالب بإعلام القاهرة'': ''إحنا مطلوب مننا متابعة كل وسائل الإعلام والتليفزيون الرسمي بنشراته وبرامجه شيئ أساسي عشان بحوث الإعلام، وأقدر أقول إن نشرة الأخبار الناس بتستناها عشان تعرف حال البلد، وهي الأكثر مصداقية عند الناس رغم إنها ليست الأكثر مهنية أو احترافية بين نشرات الفضائيات المتخصصة''، في حين قالت ''دولت عبدالله- موظفة بوزارة المالية: ''طول عمرنا من واحنا اطفال أول ما جيبنا التليفزيون بنتفرج على نشرة بالليل بنكون رجعنا بيوتنا وخلصنا أشغالنا، افتكر وقت ما غيروا معاد (أحداث 24 ساعة) الناس اتلخبطت، لحد ما رجعت تاني في نفس معادها باسم (الواحدة صباحا)''.