كتبت-إشراق أحمد:
''تريد التأكد من خبر وزاري.. ابتعد عن الموقع الرسمي''، حقيقة جسدتها أغلب المواقع الرسمية للوزارات، تخرج الأنباء تتبادلها وتؤكدها وسائل الإعلام على ألسنة المسؤولين، تتغير مع الأيام بينما تتصدر المواقع الوزارية صور ثابتة وأخبار مضت، تأتي الحكومات بوعود التواصل وأهمية المواطن ووضعه في المرتبة الأولى، بينما يمر شريط الإعلام بالموقع الرسمي متصدرًا نبأ تفقد الوزير هنا، وتصريح له هناك، بعده يأتي ما شاء من قرارات وخطة وأعمال الوزارة إن وجدت، بينما تختفي القرارت الهامة، فضلًا عن التأخير الذي طالما لحق بالصفحات الرسمية للوزارت التي من المفترض أن تكون نافذة للمواطن بشأن ما يهمه من الإجراءات.
أصدرت الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة، منشورًا تحذيري من تداول عقاري ''أبيمول'' والعقار ''فينتولين''، ليأتي موقع وزارة الصحة خاليًا من مجرد الإشارة إلى ذلك، وتصدرت أخبار الوزير عادل العدوي من اجتماع مع قيادات وزارة الصحة، وتوجيه ''لرفع مستوى الخدمات الطبية بصورة تليق بكرامة المواطن المصري''، وإعلان الوزارة عن حملة ''محدودة'' بدأت قبل أيام لمواجهة شلل الأطفال في سيناء، وكذلك وظائف للأطباء، وجميعها بتواريخ قديمة.
ومع عودة الدراسة وتوقع أن تتصدر أخبارها الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، على النقيض كان الأمر، موقع الوزارة غاب عنه أي شيء يتعلق بالأمر وتصدره '' وزير التربية والتعليم يعتمد الإحصاء السنوي للعام الدراسي 2013/2014''.
لم يختلف الأمر على موقع وزارة التعليم العالي، بل زاد بإغفال التجديد الحادث، فبينما اشتملت واجهة الموقع على صورة الوزير ''وائل الدجوي'' في اجتماعات وتفقد لقطاعات الوزارة دون إشارة لما يحدث بالجامعات أو القرار الخاص بعودة الحرس الجامعي، جاء خبر بصدر الصفحة الرئيسية للموقع يتضمن صورة الوزير السابق ''حسام عيسى'' وكلمات عن مقابلة لفريق فتيات رياضي.
وعلى الرغم من مجارتها للصيغة الثابتة في معظم المواقع الوزارية، من ناحية تصدر أخبار الوزير التفقدية، واختفاء الأخرى بشأن القرارات المهمة، غير أن موقع وزارة الداخلية كان الأكثر تحديثًا عن غيره من المواقع، إلى جانب تواجد الأنباء المتعلقة بأعمال الوزارة بشأن عمليات الضبط وغيرها.
''استراتيجية التواصل للوزارات المصرية لازالت تقليدية وعصية على التفاعل مع المتغيرات الجديدة'' يرى ''ياسر عبد العزيز'' الخبير الإعلامي، موضحًا أن معظم الوزارات تخفق في فهم أساليب وأدوات التواصل مع الجمهور في الوقت الراهن باستثناء بعض الوزارات كالداخلية والدفاع والشباب حسبما قال.
وتابع أنه مازال عدد كبير من الوزارات المصرية توجه الإهتمام الأساسي لعدد من الصحف المطبوعة والقنوات التليفزيونية وتنشيء علاقات عامة تقليدية مع بعض الجهات الإعلامية وتغيب عنها الفرصة الكبيرة والمتجددة مع الجمهور مباشرة من خلال المنصات الإلكترونية.
وعن تصدر أخبار الوزير للمواقع الرسمية للوزارات قال ''عبد العزيز'' إن الوزارات المصرية في حاجة ماسة لتطوير استراتيجة الإتصال تخرج في من التمركز حول شخصية المسؤول، مؤكدًا أن الوزير إذا كان مؤمنًا بالتغيرات التي نشأت على المشهد الإتصالي يعطي التوجيه الإستراتيجي، فهو المسؤول السياسي الأول عن الوزارة، داعيًا لاختيار كوادر في أقسام العلاقات العامة والإعلام تنتمي إلى الصيغة الإتصالية الراهنة من الناحية العمرية والتعليم.