كتبت : يسرا سلامة:
"وقف الخلق ينظرون جميعًا إلى مصر.. ويضربون كفا على كف" كلمات ساخرة رأها "إسلام جاويش" ومثلها الكثير من أصدقائه أو في دنيا الإنترنت، لكن الشاب ذو الخامسة والعشرين عامًا اختار أن يعبر عنها بطريقة مختلفة، بالرسم.
اسكتشات ورسومات تحت أسم "الورقة"، يرسم فيها "جاويش" مع مجموعة من أصدقائه بعض أفكار لقضايا ومشكلات، وحتي لمواقف ساخرة ارتبطت بطبيعة الحال بالكاريكاتير، أو حتي كوميديا سوداء كما يقول شعار الصفحة "الضحكة مرسومة.. ومستخبى وراها دموع"، لتبقي الصفحة تعرض صور ومؤخرًا فيديوهات على كل لون.
الرسم موهبة يعشقها "جاويش" منذ طفولته، ظلت معه حتي الكبر، في أوقات فراغه ظلَ يرسم علي جهاز "النوت" الخاص به، شخصيات ورسوم صنع منها العشرات عبر جهازه الصغير، ظل حلم يراوده أن يعرض علي الجميع رسوماته، كان ينتظر فرصة مناسبة للخروج، حتي جاءت له فكرة "الورقة".
كبر الحلم في ذهن "إسلام" منذ اطلاعه علي روايات الجيب، مثل فلاش وسماش وغيرها، كان يتمني أن يستمر نشرها حتي الآن، حاول "إسلام" أن يعيد القصص المصورة مرة أخري عبر وسائل الإعلام الجديد، وأن يعيدها إلى الأذهان بقضايا معاصرة، يقول "عندي حلم أطلع شخصيات جديدة".
"الورقة" أسمه اختاره "جاويش" لصفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يعرض فيه رسوماته، وفيها أرائه وتوجهاته في عدد من القضايا من عيد الحب إلي حوادث القطارات، جميعها وجدت متسعًا بين شخصيات " جاويش "، الذي دأب علي رسم الكاريكاتير منذ فترة، دونما أي فرصة له في أي جريدة.
شخصيات ومواقف تمتزج بين السخرية والكوميديا السوداء هي طريق "ورقة" جاويش، اختار ذلك الاسم لأن كل إنسان "ورقة"، تبدأ من ميلاده ودراسته وتخرجه، لتعبر الورقة التي يرسمها عن مواقف الحياة كلها، ورأي في الاسم أيضًا معني أنها تعكس كل ما نكتبه في أوراقنا الشخصية، ويخشي أن يطلع عليه أحد، لتكون "الورقة" فرصة لذلك.
يعمل "جاويش" بمساعدة مجموعة من أصدقائه أسامة درويش على "الورقة"، أربعة عشر ساعة متواصلة يقضيها في استخراج أفكار جديدة لرسمها، بين القضايا العامة أو الشخصية، اتخرج من 8 إلي 9 أفكار يوميًا، بجانب الأفكار التي يرسلها معجبو الصفحة إليه، يحاول أن يبتعد قليلًا عن السياسية، مبينًا أن "الناس اتشئمت من السياسية وجالها إحباط"، بجانب الانقسام السياسي المتواجد بين الناس.
يضيف "إسلام" أن الورقة تحاول الدخول إلي كل بيت مصري، ومحاولة لكشف مشكلاته حتي وإن كانت بسيطة، ومحاولة لمناقشتها وطرحها، لا بطريقة إرشادية ولكن بملاحظات عامة، مثل قضية تأخر الزواج لدي الشباب، أو موضوع قيادة الفتيات للسيارات، الذي يتذكر "إسلام" أنه اتخذ مساحة من الجدل عبر الصفحة.
يقول "إسلام" أن "الورقة" ليس هدفها الضحك أو السخرية فقط، فهناك عدد من الرسائل التي ترسلها "الورقة" مثل حب العمل الخيري، مثل رسمة "أشتغل بياع خير وخد مرتبك سعادة" أو رسمة "سكتش" في وقت صلاة الفجر "الصلاة خير من النوم .. روحوا صلوا".