القاهرة - (هنا صوتك):
''تاخد بالباقي فنكوش؟'' قد تسمع هذه الجملة من صاحب كشك في أحد شوارع القاهرة بعدما تشتري بعض لوازمك ويتبقى مما دفعته عدة جنيهات، ربما توافق معتقدا أن هذا ''الفنكوش'' نوع من الحلويات أو العلكة، لكنك تفاجأ بأنه منشط جنسي يباع في الأكشاك مقابل جنيه مصري واحد!.
طبيعي أن يلقى منتج كهذا رواجًا كبيرًا في مجتمع فقير ومولع بالجنس، إذ يمكن للشخص قضاء ليلة سعيدة مع زوجته مقابل جنيه واحد، أو هكذا يتصور، وبمرور الوقت لم يعد ''الفنكوش'' يستخدم عوضا عن العملات الصغيرة فقط، بل أصبح رجال يقفون أمام الأكشاك العشوائية والباعة الجائلين ليطلبونه بالاسم.
منتج بلا ترخيص:
''السعادة الزوجية في الشيكولاتة ديه''، هكذا يقول إعلان ''الفنكوش'' الذي انتشر على بعض القنوات المصرية مستخدما عبارات أغلبها إباحية ولا تتفق مع مجتمع يُفترض فيه التدين والحفاظ على التقاليد.
والغريب أن المنتج لا يحمل أي إشارة إلى لفظ ''الفنكوش''، فعبوته تحمل أسم ''توب كال'' وتؤكد أنه مسجل فى وزارة الصحة تحت رقم ''5774''، ويحمل رقم ''280230'' كعلامة مسجلة، كذلك لا تتضمن العبوة أي إشارة إلى كونه منشطا جنسيا، مكتفية بالقول إن المنتج عبارة عن كمية من الكالسيوم وفيتامين ''d3'' في قطعة شيكولاتة.
المفاجأة الصادمة هي تأكيد عضو مجلس نقابة الأطباء ورئيس لجنة الصيادلة الحكوميين الدكتور هيثم عبد العزيز، أن منتج ''الفنكوش'' لم يحصل على ترخيص من وزارة الصحة، وأن ترخيصه تم على أساس أنه مكمل غذائي، ومن جهة غير مختصة، على الرغم من احتوائه على كميات من الفياجرا المنشطة للأعضاء التناسلية.
وأرجع ''عبد العزيز'' في تصريحات خاصة لـ''هنا صوتك''، انتشار ظاهرة ''الفنكوش'' إلى قصور قانون مزاولة مهنة الصيدلة الذي لا يسمح للأجهزة الرقابية بالتفتيش على تلك الأدوية الموجودة في الشارع، والتعرف على مكوناتها.
وأوضح أن الأدوية التي تباع خارج الصيدليات تعد خارج رقابة وزارة الصحة، متابعا: ''طالما تلك المنشطات تباع في الشارع فهي تحت رقابة وزارة التموين وليس وزارة الصحة، لأنها منتجات غير حاصلة على ترخيص من الوزارة''.
وهم الفحولة:
''استطاع الفنكوش بفضل انتشاره السريع، أن يلفت الأنظار بقوة إلى مافيا صناعة المنشطات الجنسية، والتي تفننت في أساليب بيع وهم الفحولة للمصريين، مستغلة هوس الرجال الجنسي''، هذا ما أكدته الدكتورة هبة قطب - استشاري العلاقات الجنسية، مشيرة إلى أن بعض الرجال يتخيلون أنهم سيكونون أفضل من المعتاد عند تناول تلك الأدوية.
وأضافت قطب، أن حالة الملل، التي تصيب الزوجين في بعض الأحيان، تدفع الزوج للبحث عن سبل الإثارة الكافية، بتناول منشطات جنسية غير تقليدية، مما يجعلهم ضحايا للإعلانات المزيفة التي تروج لمنتجاتها من خلال الادعاء بأن العلاج مأخوذ من أعشاب طبيعية غير مضرة، على الرغم من أن بعض الأعشاب تكون مميتة.
ولفتت إلي أن المنشطات غير المرخصة تكون في منتهى الخطورة، متسائلة: ''هل تضع في فمك سمًا لا تعرف خطورته؟'' وتابعت قائلة: ''إن تلك العقاقير تحتوي على مكونات غير معروفة، من الممكن أن تؤدى لانفراجة مفاجئة في شرايين الأعضاء التناسلية، مما يتسبب في ضعف القدرة على الانتصاب على المدى البعيد''، مستطردة أن الخطر الأكبر لتلك المنشطات هو عدم قدرة القلب على تحملها مما يؤدى إلى الوفاة.