كتبت- نوريهان سيف الدين:
نفس المنهج والدعوة والحزب، نفس المدينة واللحية أيضا جمعتهما، أحدهما ظل حتي مشارف الخمسينات يرتاد المساجد ناشرا للدعوة السلفية، محذرا من بدع الزمان ومستحدثاته المهلكة، والآخر شابا تخرج في جامعة الإسكندرية، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويؤمن بنفس الدعوة السلفية لأستاذه الأول، جمعتهما أضواء الثورة وسؤال السائلين لأهل الذكر، لكنهما افترقا في الآراء والتصحيح لبعضهما البعض.
الداعية السلفي الشيخ ''ياسر البرهامي'' و''نادر بكار'' المتحدث الرسمي لحزب النور، بعد فترة من ترتيب الأدوار لكل منهما، الأول يعزف على أوتار سؤال أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون، والثاني ذو الحديث المنمق، المفسر لرؤى أقطاب الدعوة السلفية، والناشر لفكر ''حزب النور'' ذو النزعة السلفية، تداخلت دوائر الأضواء لديهما، وأصبحت الردود والردود على الردود لكليهما هي فاكهة أخبار الحزب في الفترة الأخيرة.
على خطى ''تهافت الفلاسفة'' للإمام الغزالي و''تهافت التهافت'' للعالم ابن رشد، سار ''برهامي وبكار''، إلا أن هذه المرة كان الدرب حول ''المعازف والدراما''، فبعد تصريح ''بكار'' حول أن أفكار الحزب والدعوة السلفية لا تتلخص في شخص القيادي ''البرهامي''، اشتعلت حرب التصريحات المتبادلة، وكان الرد من الأخير يطالب بتوبة ''بكار'' بعد أن نفى الغضاضة في مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني، لتتحول وظيفة ''المتحدث الرسمي لحزب النور'' من إيضاح رؤى الحزب إلى نفي تهمة السقوط في الأخطاء، وتتحول دعوة ''القطب السلفي'' من الخطب والدعوة في المساجد إلى تصحيح أخطاء من كان أحد تلاميذه في مساجد الإسكندرية يوما ما.